القائمة الرئيسية

الصفحات

 

فتح الإسكندرية و وفاة عمر بن الخطاب
عصر الاسلام عمر بن الخطاب


بعد سقوط حصن بابليون استلم معظم اهل مصر بالصلح واعطوا الامان، وكان نص وثيقة الصلح كالتالي :

هذا ما أعطي عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملَّتهم وأموالهم وكنائسهم وصُلبهم وبرِّهم وبحرهم، لا يزيد شيء في ذلك ولا ينقص ولا يُساكنهم النُّوب وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصُلح وانتهت زيادة نهرهم خمسين ألف ألف وعليه ممن جنى نُصرتهم، فإن أبى أحد منهم أن يُجيب رفع عنهم من الجزى بقدرهم وذمتنا ممن أبى برية وإن نقص نهرهم من غايته إذا انتهى رُفع عنهم بقدر ذلك ومن دخل في صُلحهم من الروم والنًّوب فله ما لهم وعليه ما عليهم ومن أبى واختار الذهاب فهو آمن حتى يبلغ مأمنه ويخرج من سُلطاننا وعليهم ما عليهم أثلاثًا في كُلِّ ثُلثٍ جباية ثُلُث ما عليهم على ما في هذا الكتاب عهد الله وذمته وذمة رسوله وذمة الخليفة أميرُ المؤمنين وذمم المُؤمنين وعلى النُّوبة الذين استجابوا أن يُعينوا بكذا وكذا رأسًا وكذا وكذا فرسًا على أن لا يغزوا ولا يُمنعوا من تجارة صادرة ولا واردة. شهد الزُبير وعبدُ الله ومُحمَّد، إبناه، وكتب وردان وحضر.

الروم رفضت هذا الصلح و ارادت الحرب والمقوقس ايد الصلح واتفق مع المسلمين ، لكن الروم اصروا علي القتال ، فتشاور المقوقس مع وزرائه فوجدوا ان المسلمين اعدل وارحم بهم من الروم فأصر علي الصلح ، و ترك الاسكندرية و ذهب الي عمرو وقال له ان الروم رفضوا الصلح وانا علي عهدي معكم لكن اريد ثلاث اشياء وهي ان لاتبذل للروم مثل ما اعطيتني ، والثانية اذا اتفقت مع الىوم ونقضوا العهد فلا نعاقب بما فعلوا ، والثالثة ان مت تأمر بدفني بكنيسة في الاسكندرية فقال له نعطيك الثالثة اما الاثنتان فبحسب ما يقتضيه الحال.

فتح الاسكندرية :

تقدم المسلمين نحو الاسكندرية وتم حصارها لثلاث اشهر ، وكانت الاسكندرية ثاني حاضرة للروم بعد القسطنطينية واول مدينة تجارية بالعالم وقد قال امبراطور الروم : لَئِن ظَفَرَ العَرَبُ بِالإِسْكَندَرِيَّةِ فَقَد هَلَكَ الرُّومُ وَانقَطَعَ مُلكَهُم. فَلَيْسَ لِلرُّومِ كَنَائِسَ أَعْظَمُ مِن كَنَائِسَ الإِسْكَندَرِيَّة.
كانت الاسكندرية مدينة منيعة وبها حصون عظيمة ، المدينة حصينة إذ يُحيطُ بها سوران مُحكمان، ولها عدَّة أبراج ويُحيطُ بها خندق يُملأُ من ماء البحر عند الضرورة للدفاع، وتتألَّف أبوابها من ثلاث طبقات من الحديد ، ويُوجد مجانيق فوق الأبراج، ومكاحل، وقد بلغ عدد جُنود حاميتها بعد الإمدادات التي أرسلها الإمبراطور البيزنطي خمسين ألف جُندي، ويحميها البحر من الناحية الشماليَّة وهو تحت سيطرة الأُسطول البيزنطي، الذي كان يمُدَّها بالمُؤن والرجال والعتاد، وتحميها قريوط من الجنوب، ومن المُتعذَّر اجتيازها، وتلُفَّها ترعة الثُعبان من الغرب، وبذلك لم يكن للمُسلمين طريقٌ إليها إلَّا من ناحية الشرق، وهو الطريق الذي يصلُها بِكريون. وكان المدينة حصينة من هذه الناحية، ومع ذلك لم ييأس عمرو بن العاص، ووضع خطَّة عسكريَّة ضمنت لهُ النصر في النهاية؛ قضت بِتشديد الحصار على المدينة حتَّى يتضايق المُدافعون عنها ويدبُّ اليأس في نُفوسهم، فيضطرّوا للخُروج للاصطدام بالمُسلمين لِتخفيف وطأة الحِصار، وهكذا يستدرجهم ويحملهم على الخُروج من تحصيناتهم ثُمَّ ينقضُّ عليهم.
ونتيجةً لاشتداد الصراع في القُسطنطينيَّة بين أركان الحُكم، انقطعت الإمدادات الرومية  عن الإسكندريَّة مما اضعف معنويات المدافعين عن المدينة .
كتب امير المؤمنين إلى عمرو يعظه ويستعجله ويُنبهه على أنَّ النصر لن يكون حليف المُسلمين إلَّا لو أخلصوا النيَّة، وطلب منهُ أن يخطُب في النَّاس ويحُضَّهم على قتال عدُوِّهم ويُرغِّبهم في الصبر والنيَّة، وأن يدعوا المُسلمين الله ويسألوه النصر ، كان  كتابُ عُمر رضي الله عنه  عامل دفعٍ للمُسلمين فاقتحموا حُصون الإسكندريَّة ففتحوها بِحدِّ السيف.
وبفتح الاسكندرية يكون قد اكتمل فتح مصر واصبحت ولاية اسلامية ، وعومل اهل الاسكندرية من الاقباط معاملة اهل الذمة ولم تؤخذ ارواحهم او اموالهم ، بل رد اليهم المسلمين اموال الضرائب التي اخذها منهم الروم ، رأي الاقباط تعامل المسلمين وعدلهم فصاروا يدخلون في الاسلام جماعات واسلم جلهم .

من مصر تحركت الجيوش الاسلامية ، فتم فتح برقة وزويلة وطرابلس وكانت هذه المناطق تابعة للامبراطورية الرومانية ، وبعدها امرهم عمر بالتوقف عن التوغل في افريقيا.

توسعت دولة الاسلام وتم فتح العراق وبلاد فارس وتم فتح الشام و مصر واصبحت دولة الاسلام اقوي دولة في هذا الزمان.

وفاة امير المؤمنين عمر رضي الله عنه العام الثالث والعشرون من الهجرة : 


كان امير المؤمنين عمر قد منع المشركين الذين بلغوا الحلم أن يدخلوا المدينة المنورة لما انطوت عليه قلوبهم من ضغائن وأحقاد ضد الإسلام، ولكن المغيرة بن شعبة واليه على الكوفة كتب إليه يطلب منه الإذن بدخول غلام له اسمه فيروز، ويُكنى بأبي لؤلؤة، لينتفع به المسلمون لأنه كان يتقن عدة صناعات فهو حداد ونجار ونقاش فوافق عمر رضي الله عنه ، في يوم اشتكى أبو لؤلؤة لعمر أن المغيرة يفرض عليه خراجًا كبيرًا، فلما سمع منه عمر قال له إن خراجك ليس بالكبير على ما تقوم به من أعمال، فاغتاظ أبو لؤلؤة المجوسي من ذلك، وأضمر الشر والحقد علي امير المؤمنين.
في صلاة الفجرة في يوم السادس والعشرين من ذي الحجة وامير المؤمنين عمر بن الخطاب يصلي بالناس ، طعنه ابولؤلؤة المجوسي بخنجر ذا نصلين مسموم ،ست طعنات وهو يُصلي الفجر بالناس، وحاول المسلمون القبض على ابو لؤلؤة فطعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم تسعة، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك ألقى رداءً كان معه على أبي لؤلؤة فتعثر مكانه وشعر أنه مأخوذ لا محالة فطعن نفسه منتحرًا ، ثم حمل عمر رضي الله عنه الي بيته مدرجا بدمائه.
امر عمر بوضوء فتوضأ وصلي ودمه يسيل منه ، لما تأكد موته قال لابنه عبد الله انظر ما علي من دين فوجده ست وثمانون الف فقال له ان وفه مال بيت ال عمر فأده ةان لا فاسأل بني عدي وان لم يؤفي فسأل قريش ولاتعده الي غيرهم ، ثم قال لابنه اذهب الي ام المؤمنين عائشة واقرئها السلام وقل لها يستأذنك عمر ان يدفن قرب صاحبيه ، فقالت له كنت اريده لنفسي ولااستأثرنه به علي نفسي فوافقت .
 ثم قال عن الخلافة ان الله عز وجل حافظ لدينه وان لي في ذلك سنتين فأن لم استخلف فأن رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يستخلف ، وان استخلفت فأن ابوبكر رضي الله عنه استخلف ، فعلموا انه لايعدل رأي احد بالرسول صلي الله عليه وسلم وانه غير مستخلف ، ثم قال اني جاعل هذا الامر لهؤلا النفر الذين مات عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو عنهم راضي والامر بعدي شوري ، ثم قال لو ادركني رجلين لاستخلفت احدهما ، وقال: لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيًا استخلفته، فإن سألني ربي قلت: سمعت نبيك يقول: أنه أمين هذه الأمة ، ولو كان سالم مولى أبي حُذيفة حيا استخلفته، فإن سألني ربي قلت: سمعت نبيك يقول: أن سالمًا شديد الحب لله ، فجعلتها شوي في سته عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب  و الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله و عبد الرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص ، وعبد الله بن عمر مشيرا وليس منهم ، وقال اكره ان اتحملها حيا وميتا ، ثم  أوصى صهيب الرومي  أن يصلي بالمسلمين ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى.
توفي عمر رضي الله عنه بعد ثلاث ايام من حادثة طعنه ، وبكت المدينة بكاء شديد وخزن الناس عليه حزنا شديدا فقد اشتهر رضي الله عنه بعدله الذي ملأ الدولة الاسلامية شاملة.

من مآثر عمر رضي الله عنه :

-سماه الرسول صلي الله عليه وسلم بالفاروق لانه فرق بين الحق والباطل.
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر: والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكًا فَجّا إلا سلك فَجّا غير فَجّك.
-قال صلي الله عليه وسلم : إنه كان قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب.
-وعن طلحة بن عبيد الله قال: ما كان عمر بأولنا إسلامًا ولا أقدمنا هجرة، ولكنه كان أزهدنا في الدنيا وأرغبنا في الآخرة.
-كان عادلا كان مثال القائد الصالح، فلم يتخذ عرشًا ولم يعش حياةً مختلفة عن حياة الناس العاديين ودائمًا ما فضّل مصلحة الأمة الإسلامية على مصلحته الشخصية.
-في عهده اصبحت الدولة الاسلامية اعظم دولة في العالم.

تعليقات