القائمة الرئيسية

الصفحات

جزيرة العرب قبل الاسلام

p>
كيف كان العرب قبل الاسلام
شبه الجزيرة العربية


  لابد لنا من دراسة ومعرفة تاريخ العرب قبل ظهور الاسلام لمعرفة كيف كانوا وكيف تبدلوا وتغيروا بعد ظهور ذلك النور المبين.

  وتاريخ العرب قبل الاسلام طويل ولكن احب ان ابدأ من تهدم سد مآرب لانه سبب انتشار العرب في شبه الجزيرة العربية ثم تليه الاحداث التي تهمنا.

تهدم سد مآرب :

 سد مآرب سد عظيم كان في اليمن، واليمن اصل العرب وموطنها الاصيل  وكان جميع العرب مقيمين في اليمن ماعدا بعض العرب الرحل ولكن جميع العرب التي تقيم في مكان واحد كانت في اليمن. الا ان تهدم سد مآرب الذي كان يذودهم بالماء وسبب الخير لهم، فبدأ الضيق وانتشرت المجاعات والجفاف، فبدأ الناس بالهجرة من اليمن بحثا عن الرزق وانتشروا في الجزيرة، واتخذت القبائل مواقع واوطان جديدة، فقبيلة ثقيف سكنت الطائف، والغساسنة وصلوا الي تخوم الشام، اما المناذرة فوصلوا الي حدود العراق، وهكذا توالت الهجرات واتخاذ الاوطان لشتئ القبائل.

ظهور مكة :

بعد تهدم السد واثناء هذه الهجرات امر الله تعالي نبيه ابراهيم عليه السلام أن يأخذ زوجته هاجر وابنه الرضيع اسماعيل ويتركهم في مكة بواد غير ذي زرع وكان وادي مكة مكان خاويا ليس فيه شئ لا ماء ولا احد ولا زرع.
فمشي ابراهيم عليه السلام من فلسطين الي مكة وفي مكة عند موضع البيت الحرام(لم تكن الكعبة قد بنيت بعد) ترك زوجته وابنه الرضيع اسماعيل عليه السلام وانصرف، كانت هاجر تبحث عن الماء فأخذت تسعي بين الصفا والمروة فكانت تصعد علي الصفا وتتلفت بحثا عن الماء ثم تنتقل الي المروة وهكذا حتي اكملت سبع مرات (من هنا اصل السعي) وكانت قد تركت ابنها في موضع زمزم في هذه الاثناء كان جبريل عليه السلام قد نزل وضرب بجناحه الكريمة الارض فانشقت الارض عن بئر زمزم فنبع الماء، كان هذا اول ظهور ماء زمزم.
في هذه الاثناء كانت هنالك قبيلة تبحث عن الماء وهي قبيلة جرهم فشاهدوا الطيور تحوم فوق وادي مكة فتعجبوا (لان هذا الوادي لم يكن به ماء) فارسلوا ليتحققوا من الامر فوجدوا الماء فذهبوا الي مكة فوجدوا هاجر وابنها اسماعيل عليهما السلام عند زمزم، وكانوا قوم ذو خلق فأستاذنوا هاجر ان يسكنوا عند الماء مقابل اجرة يدفعونها لها وبنوا حوض حول زمزم وسكنوا بمكة فكبر اسماعيل عليه السلام معهم وتعلم اللغة العربية منهم وتزوج منهم (تسمي سلالة اسماعيل عليه السلام العرب المستعربة) وهو جد النبي محمد صلي الله عليه وسلم.

بناء الكعبة :

 لما كبر اسماعيل عليه السلام وبلغ الستة عشر امر الله تعالي ابراهيم عليه السلام ببناء الكعبة في مكة علي قواعد ادم عليه السلام (الكعبة اول بيت وضع للناس في الارض في زمن ادم عليه السلام ثم تهدمت ودفنت) فحفر ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام حتي وصلا الي قواعد ادم عليه السلام فبنوا علي هذه القواعد ولما وصلوا الي بناء حجر الزاوية الذي يعتمد عليه البناء كان ابراهيم عليه السلام يبحث عن حجر قوي ومناسب فارسل ابنه اسماعيل ليبحث عن حجر مناسب فذهب اسماعيل عليه السلام وبحث فلم يجد حجر مناسب فرجع لوالده ليخبره فوجد عنده الحجر الاسود الذي نزل من الجنة لبناء الكعبة وكان ابراهيم عليه السلام كلما انتهي من بناء جزء يرجع للوراء ويقف في مكان لتأمل البناء واستوائه (وهذا هو مقام ابراهيم عليه السلام) حتي تم الانتهاء من بناء الكعبة.


التوحيد في جزيرة العرب :



لما انتهي ابراهيم عليه السلام من بناء الكعبة امره الله تعالي ان يؤذن بالحج الي الكعبة، فصعد ابراهيم عليه السلام علي جبل عرفة واخذ يؤذن بالحج الي بيت الله في مكة (من هنا جاء الوقوف بعرفة فكان جبل عرفة موطن الاذان بالحج الي الكعبة) فسمع صوته عليه السلام حتي مشارق ومغارب الارض و وضع الله تعالي حب وتعظيم  الكعبة في نفوس الناس فأخذ الناس يأتون لحج بيت الله من جميع انحاء الارض، خاصة جزيرة العرب وهكذا بدأ الحج وتعظيم الكعبة وكان العرب جميعهم علي دين ابراهيم عليه السلام وهو توحيد الله عز وجل وحده بلا شريك.

دخول عبادة الاصنام في جزيرة العرب :

مرت الازمنة وكان جميع العرب علي التوحيد الا ان نازعة قبيلة خزاعة قبيلة جرهم علي مكة فحدث قتال عظيم وهزمت جرهم وسيطرت خزاعة علي مكة واستولت عليها(عندما احست جرهم بالهزيمة قاموا بدفن زمزم حتي لم يعد لها اثر) فخرجت جرهم من مكة واستوطنت خزاعة مكة مع بقايا جرهم لكنهم لم يجدوا زمزم ولم يجدوا لها اي اثر فكانوا ياتون بالماء من خارج مكة وسيطرت خزاعة علي مكة ثلاثمائة عام وقيل خمسمائة، وكان زعيمهم عمرو بن لحي وكان اغني الناس واكرم الناس، وكان سيد مكة بلا منازع وكان كلامه مسموع عند اهل مكة وجميع العرب ولا يرد له طلب.
كان عمرو بن لحي في سفرا له فوصل الي تخوم الشام فوجد قبيلة تسمي العماليق وكانوا يعبدون الاصنام فقال لهم ما هؤلاء (ما كان العرب يعرفون الاصنام وكانوا علي التوحيد) فقالوا هؤلاء يعينوننا ويسقونا الماء ويطعمونا اذا جعنا ونتقرب بهم الي الله زلفي،  فتعجب وساغ له الامر فقال اعطوني احدهم لعله يعيننا فنحن نحتاج الي الماء في مكة، فأعطوه صنم يقال له هبل (هبل اول صنم ادخل الي جزيرة العرب) فنقله الي مكة وامرهم بعبادته وامر كل قبيلة ان تتخذ صنم لها تعبده عند الكعبة، ثم زادهم فأمرهم ان تأخذ كل قبيلة حجر من ممكة تعبده في ديارها ( ومن هنا بدأت عبادة الاصنام في مكة). قال صلي الله عليه وسلم "
رأيت عمرَو بنَ لُحيٍّ يجرُّ قصَبَه في النارِ لأنه أولُ مَن سيَّب السوائبَ وغيرَ دينَ إبراهيمَ" .

دخول النصرانية واليهودية الي جزيرة العرب :

 يثرب وخيبر جاءها بعض اليهود من الشام واستقروا فيها، وكان هناك قتال بين تبع اليمن تبان  اسعد (تبع هو لقب كان يطلق علي ملك اليمن، وتبان كان من اشهر ملوكهم وكان قد سيطر علي كامل اليمن) و اهل يثرب بسبب قتل اهل يثرب لابنه فكان عازما علي الاخذ بالثأر وتدمير يثرب، وكان اهل يثرب اهل كرم فكانوا يقاتلونه بالنهار وباليل عندما يفترق الجيشان يرسلون له الطعام، فتعجب تبع من شدة كرمهم واعجب بهم، ولكنه اصر علي اخذ ثأره واستمر القتال، بينما القتال مستمر خرج حواريين من علماء اليهود الذين سكنوا يثرب الي تبع وسألوه عن شأنه ومقصده فأخبرهم انه عازم علي تخريب يثرب، فقالوا له لا تستطيع فسيهلكك الله قبل ذلك فتعجب وقال لهم فكيف ذلك فقالوا له هذا مهجر نبي(اي ان هذا المكان سيهاجر اليه نبي) فقال لهم وكيف عرفتم ذلك فقالوا موجود لدينا في التوراة، فتعجب تبع وسألهم عن التوراة فأخذوا يخبرونه عن التوراة ويعلمونها له فدخل هذا الي قلبه فتهود تبع وامن بدين اليهود وترك يثرب وذهب معه الحواريين اليهود ليعلموا قومه اليهودية، كانت قبيلة هذيل تكره اهل اليمن وتكره ايضا اهل مكة فأرادوا ان يوقعوا بينهم فذهبوا الي تبع عند عودتة من يثرب فأخبروه بأمر الجواهر والكنوز التي داخل الكعبة بمكة (كان العرب من شدة تعظيمهم للكعبة يدفنون الجواهر والذهب داخل الكعبة حتي قيل انه يوجد عزالين من ذهب داخل الكعبة) فسره الامر وقرر غزو مكة وهدم الكعبة واخذ الكنوز التي بداخلها، فجهز الجيش من اجل الهجوم علي مكة، لما علم الحواريين اليهود بالامر جاءوا الي تبع فقالوا له والله ما ارادت هذيل الا هلاكك فقال وكيف ذلك فقالوا ما عرفنا بيتا لله علي هذه الارض الي هذا البيت (كان اليهود يعلمون بأمر النبي محمد صلي الله عليه وسلم ولديهم الايات والدلائل في التوراة)، فتعجب وقال بما تأمروني فقالوا عظمه وطف به، فذهب تبع الي مكة وعظم. الكعبة وطاف بها وبات بمكة ورآي في منامه انه يكسو الكعبة فكساها بأفضل الملائل من اليمن فكان اول من كسا الكعبة (من هنا جاءت كسوة الكعبة) واصبح العرب بعد هذا يكسون الكعبة كل عام، وعاد تبع الي اليمن ودعا قومه الي اليهودية فتهود اهل اليمن ومن هنا دخلت اليهودية الي اليمن.
في عهد تبع اليمن ذو نواس (ذو نواس تبع من سلالة تبان اسعد) كان هنالك راهب نصراني علي دين التوحيد دين عيسي عليه السلام يدعي فيميون، واراد الهجرة من الشام الي افريقيا لنشر النصرانية والتوحيد وفي الطريق هجم عليه قطاع الطرق واسروه ثم بيع الي رجل من نجران واصبح عبدا لديه، فكان فيميون يخدم سيده وفي وقت فراقه يتعبد وكان رجل صالح وله كرامات، في احد الايام دخل عليه سيده وهو يتعبد في الليل فرأي حوله نور فتعجب وسأله عن شأنه ودينه فأخذ سيميون يخبره عن النصرانية والتوحيد ويشرح له فسره الامر ولكنه تردد
فقال له فيميون لو ان الهي يغلب الهتك اتعبد الهي (كان اهل نجران يعبدون شجرة) فقال له الرجل النجراني نعم فقال له فيميون اذا واعد الناس عند الشجرة، فتواعد الناس وجلسوا عند الشجرة فأخذ فيميون يتعبد ويدعو الله عز وجل ومازال يدعو الله حتي استجابه فأنزل صاعقة فضربت الشجرة واحرقتها، فدخلت نجران في النصرانية ومن هنا تنصر اهل نجران.
بعد النصاري من اهل نجران ذهبوا الي اليمن واخذوا يتعبدون بالسر خوفا من ذو نواس، مرت الايام والاحداث فتنصر عشرين الف من اهل اليمن فغضب عليهم ذو نواس وامر بحفر حفرة كبيرة واشعل فيها النار وامرهم ان يرجعوا او يلقيهم في النار فرفضوا فالقوا في النار (قصة اصحاب الاخدود)، احد الناجين من نصاري اليمن استنصر قيصر الروم (قيصر هو لقب ملك الروم)، ولكن لبعده عن اليمن ارسل معه للنجاشي لينصره (النجاشي هو لقب ملك الحبشة)، فارسل النجاشي جيشا لليمن وهزم ابو نواس ومات غريقا، وسيطر الاحباش علي اليمن، ومن هنا بدأت النصرانية تنتشر في اليمن.

دخول الفرس الي جزيرة العرب :

مرت الازمنة والاحباش يسيطرون علي اليمن، وكان سيف ذي يزن يريد استعادة ملك اليمن وهو من سلالة تبع حاكم اليمن، فذهب الي قيصر و الملك النعمان وحتي وصل الي كسري(كسري هو لقب ملك الفرس) فأقنعه بالذهب والفضة في اليمن، فأرسل كسري معه جيش الي اليمن وقاتلوا الاحباش وسيطروا علي اليمن، ولكن لم يعيدوا له ملكه واصبحت اليمن تحت سيطرت الفرس.

استعادة ابناء اسماعيل لحكم مكة :

كان نفوس ابناء اسماعيل تتطلع لاستعادة حكم مكة من خزاعة الا ان جاء قصي بن كلاب وهو من سلالة اسماعيل وقريش، وكان ذو مكانة وشرف وتزوج ابنة سيد مكة من خزاعة فزاد مكانة و قوة، الي ان توفي سيد مكة من خزاعة فنادي قصي انه هو سيد مكة وجمع اخوته واهله لقتال خزاعة، فتجمع الجيشان للقتال جيش قريش وجيش خزاعة وحدث قتال عنيف وكثر القتلي حتي كاد يفنيهم فتدخل الحكماء بينهم وقالوا نحتكم واتفقوا علي رجل معمر وحكيم يسمي يعمر بن عوف ليحكم بين قريش وخزاعة، واقسم الطرفان علي الالتزام بحكم يعمر بن عوف، فتجمع الناس عند يعمر فحكم يعمر بأن كل شي في مكة لقصي بن كلاب فهو حفيد اسماعيل وهو اول من سكن مكة، فأصبح قصي بن كلاب سيد مكة بلا منازع واصبح شرف العرب لديه وزاد حبه في نفوس العرب، ثم بني قصي دار الندوة لاهل مكة فاصبحوا يتشاورون فيه ويعقدون فيه ولا يقرروا حربا الا فيه وما عاد احد يتزوج في مكة الا في دار قصي بن كلاب للندوة.

حفر زمزم :

توالت الايام وابناء قصي بن كلاب يسودون مكة الا ان جاء عبد المطلب بن هاشم فتزوج فلما بلغ ابنه الاكبر الحارث شده وكبر رآي عبد المطلب في المنام منادي يقول له احفر طيبة فقال ما طيبة فذهب المنادي، وفي اليوم التالي عندما نام عبد المطلب جاءه المنادي فقال احفر برة فقال عبد المطلب وما برة فذهب المنادي، في اليوم الذي يليه جاءه المنادي فقال احفر المضمونة، فقال وما المضمونة فذهب المنادي، وفي اليوم الذي يليه جاءه المنادي فقال احفر زمزم، فقال وما زمزم، فقال المنادي: "ما تنزف أبداً ولا ترم تسقي الحجيج الأعظم وهي بين الرفث والدم عند نقرة الغراب الأعصم عند قرية النمل" فعرف انه قد طلب منه حفر زمزم (زمزم كانت معروفة لديهم لكن لم يكن احد يعلم مكانها) فاتبع العلامات حتي وصل الي موقع زمزم وكان معه ابنه الحارث يحميه فأخذ يحفر حتي وصل زمزم فأصبحت السقاية لعبد المطلب وكان سيد مكة بلا منازع.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق