امير المؤمنين علي بن ابي طالب ٣

 

سيرته الشريفة صلي الله عليه وسلم

ان الكون قرآن صامت، والقرآن كون ناطق، والنبي صلي الله عليه وسلم قرآن يمشي، فأن تحدثنا عن الكون كان التفكر في خلق السموات والارض، وان تحدثنا عن القرآن يكون الحديث تحليلا وتفسيرا واستنباط، واذا جئنا الي ان النبي صلي الله عليه وسلم قرآن يمشي كانت السيرة.

لماذا نحن بحاجة الي دراسة السيرة :

قال تعالي: 《وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ》 فإذا كان فؤاد سيد الانبياء يزداد ثباتا بسماع قصة نبي غيره، فكيف حال قلوبنا بسماع قصته صلي الله عليه وسلم وهو سيد الانبياء.

الاسلام بمجمله كلمتان 《لا اله الا الله محمد رسول الله》 لذلك الحديث عن رسول الله شطر الدين، وهو جزء من الدعوة لله قال تعالي: 《أمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ》 ففي اتباعه الخير والنجاة.

قال تعالي: 《وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا》 اي ان السنة القولية فرض عين علي كل مسلم، وكيف نعرف بما امر صلي الله عليه وسلم وبما نهي ان لم ندرس سيرته.

قال تعالي: 《لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا》 كيف يكون الرسول قدوة لنا اذا لم نعرف ماذا فعل في بيته وكيف عامل اصحابه وكيف كان في السلم والحرب، اذا لابد من دراسة سيرته.

اذا ان معرفة الرسول صلي الله عليه وسلم ومعرفة سنتة القولية و سنتة الفعلية وسيرتة العطرة هي فرض عين علي كل مسلم.

فكيف لا ندرس سيرته وهو صلي الله عليه وسلم خير من مشي علي الارض، وخير من انفتق عنه رحم، وخير من سينشق عنه قبر، وهو صاحب اللواء والشفاعة، واول داخل الي الجنة، وهو من لايجوز لعبد ان يحب نفسه اكثر منه، وقد جعلت محبته دليل علي حب الله تعالي، ولان جميع طرق الجنة مغلقة الا طريق يقف عليه محمد عليه الصلاة والسلام.