القائمة الرئيسية

الصفحات

 

فتحوحات الشام فتح دمشق وحماة
عصر الإسلام


بعد فتح جلولا لم يبقي بين حلوان والمسلمين اي معسكر للفرس فهرب يزدجرد من حلوان ، وصل القعقاع الي حلوان وفتحها بكل سهولة ، وارسل سعد الغنائم والاخبار الي امير المؤمنين.

امر عمر رضي الله عنه سعد بالتوقف والا يتوغل اكثر في بلاد فارس خوفا من انكشاف ظهور المسلمين ، و وصلت غنائم كثيرة الي المدينة يقال ان غنائم جلولا وحدها تقدر  بثمانون مليون دينار ، وتم توزيع الغنائم علي المسلمين حتي اغتنوا .

فتح بلاد الاكراد وبناء الكوفة و البصرة :

ارسلت السرايا فتم فتح تكريت ونينوة والموصل بمساندة من العرب الذين كانوا في تلك المناطق ، لما روا ان تعامل المسلمين خير من ظلم الفرس وانهم ابناء جنسهم واسلم كثير منهم وتوسع المسلمين في بلاد العراق.
رأي امير المومنين ان المسلمين الذين سكنوا المدائن قد ضعفت ابدانهم وكثر بهم المرض فأرسل الي سعد رضي الله عنه  وقال له ارسل سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما يستكشفا منطقة تكون برية وقرب النهر وليس بينها وبين المدينة لا بحر او جسر ، فأرسلهما سعد و صارا يبحثان عن مكان مناسب يخططانه ليصبح عاصمة للمسلمين الا ان وصلا منطقة الكوفة (الكوفة هي الرملة الحمراء التي بها حصي) فصليا بها ، ورجعا لسعد فأرسل سعد الي القعقاع وعبد الله بن المعتم ليأتيان اليه ، ثم سار معهم الي ارض الكوفة وعسكر بها في محرم من السنة السابعة عشر للهجرة ، فإستشاروا عمر ان يبنوا بالطين فسمح لهم وقال الا يني احدكم اكثر من ثلاثة ولا تطاولوا في البناء والزموا السنة في البناء تلزمكم الدولة ، اختار سعد مهندسا هو ابو هياج ، فخطط المدينة بالكامل ، و اول مابني المسجد ثم قصر الحكم ، ثم طلب سعد من الناس ان ينتقلوا اليها وانتقل هو بنفسه ، وصارت الكوفة عاصمة الاسلام في العراق ، وتم بناء البصرة في نفس العام لتكون العاصمة الجنوبية في تلك المناطق ، فأصبح سعد امير الكوفة والي المناطق الشمالية و عتبة بن غزوان امير البصرة والي المناطق الجنوبية .

معركة نهاوند(فتح الفتوح) السنة الثامنة عشر من الهجرة:

كثرت ثورات الفرس وتجمعاتهم فحدثت عدة مناوشات وقتال بينهم وبين المسلمين ، فإستشار عمر رضي الله عنه اصحابه ، فقالوا له قد اوقفنا التوغل في بلاد الفرس ومازال ملكهم يزدجرد موجود فهو يقوم بتجميع الجيوش لاستعادة ملكه فلا بد من القضاء عليه حتي نوقف الفرس وينقطع املهم في استعادة ملكهم ، فقرر عمر رضي الله عنه استكمال الفتوحات في ناحية الشرق والقضاء علي يزدجرد.
كان يزدجرد قد جمع الجيوش في جبال همزان في منطقة نهاوند للهجوم علي المسلمين واستعادة اراضيه وملكه وتسانده الدول المجاورة له خوفا من هجوم المسلمين عليهم بعد سقوط الفرس وهم دولة الباب ودولة خراسان ودولة السند ودولة حلوان وهذه تمثل حدود الفرس من الشمال والجنوب والشرق والشمال الغربي فتجمع ليزدجرد جيش قوامه مائة وخمسين الف.
كان عمر قد عزل سعد وجعل النعمان بن مقرن واليا للكوفه وامره ان يجمع الناس ويجهز الجيش للتوجه الي نهاوند لمقاتلة الاعاجم الذين تجمعوا للمسلمين .
استطلع الطريق طليحة الاسدي حتي وصل نهاوند وعاد واخبر النعمان ان الطريق امن وليس به شئ ، قسم النعمان جيشه فعلي المقدمة نعيم بن مقرن وعلي المجنبتين حذيفة بن اليمان وسويد بن مقرن وعلي الطلائع القعقاع بن عمرو وعلي المرخرة مجاشع بن مسعود ثم وصل المدد من المدينة بقيادة المغيرة بن شعبة قبل ان يخرجوا الي نهاوند فصار جيش المسلمين ثلاثون الف.
تحرك الجيش حتي وصلوا نهاوند وعسكروا فيها ، بدأ القتال واستمر ثلاث ايام وكان قتال شديدا وعصيبا ، فالفرس صامدين فهذه المعركة ثمثل بقائهم ثم  انسحب الفرس الي خنادقهم داخل الجبال ، وجد المسلمين ان الامر طال وان الفرس صامدين فبدأوا يتشاورون في ايجاد طريقة لهزيمة الفرس والقضاء عليهم ، فتم الاستقرار علي حيلة وعزم النعمام علي ان يباشر القتال بنفسه وقال ان قتلت فأن الامير بعدي حذيقة بن اليمان .
بدأ تنفيذ الحيلة فهجم القعقاع بكتيبة علي الفرس فقاتلهم ثم انسحب مع ضغط الفرس فرأي الفرس ان المسلمين انهزموا فلاحقوا القعقاع و بدأوا بهجوم كاسح فخرج مائة الف من الفرس يطاردون كتيبة القعقاع والقعقاع يواصل انسحابة حتي استدرج الفرس الي كمين المسلمين فهجم المسلمين الكامنين يقودهم النعمان بنفسه  واغلقوا طريق عودة الفرس الي خنادقهم وحدث قتال عظيم لم يشهد مثله المسلمين مع الفرس واستشهد النعمان واخذ الراية حذيفة بن اليمان واستمر القتال حتي الليل ، ثم بدأ الفرس يهزمون وبدأ الفرار وسقط كثير منهم في خنادقهم الملتهبة ، واستطاع قائدهم الفيروزان الهروب الي همدان ولحقة القعقاع عند مشارف همدان وقتله وتم القضاء علي معظم جيش الفرس.
غنم المسلمون غنائم عظيمة وارسل النعمان البشارة والغنائم الي امير المؤمنين .
ثم تم الهجوم علي همذان ومناطق الري وتم فتحها .

كسر شوكة الفرس :

اراد امير المؤمنين عمر رضي الله عنه ان يكسر شوكة الفرس والقضاء عليهم حتي لا يتجمعوا له مرة اخري مثل نهاوند فأرسل جيوش اسلامية لفتح البلاد.
-جيش بقيادة الاحنف بن قيس بتجه الي خراسان.
-جيش بقيادة المجاشع بن مسعود يتجه الي سابور.
-جيش بقيادة عثمان بن ابي العاص يتجه الي إصطخر.
-جيش بقيادة سارية بن زنيم الكناني الي دارابجرد.
-جيش بقيادة سهل بن عدي الي كرمان.
-جيش بقيادة عاصم بن عمر نحو سجستان.
-جيش بقيادة الحكم بن عمر نحو مكران.
فبدأ التوغل في بلاد العجم في السنة الثامنة للهجرة وبدأت الفتوحات ، ففتحت منطقة اذربيجان ومنطقة الباب وفتحت خراسان التي كان بها يزدجرد وهرب قبل وصول المسلمين ، و وصلت الفتوحات حتي منطقة مرو في افغانستان وهرب منها يزدجرد ايضا.
كتب يزدجرد الي حلفائه ملك الترك و ملك الصغد و ملك الصين يستنجد بهم ويحذرهم من الخطر الاسلامي ، فبدأوا يجهزوا الجيوش ، علم الاحنف بن قيس بالامر فأمر بالهجوم علي مروي الروض التي كان بها يزدجرد قبل وصول الدعم اليه ، كان كسري ينتظر جيوش حلفائه ولما علم بتحرك المسلمين اليه هرب من مروي الروض ولجأ الي البلخ و سيطر الاحنف علي مروي الروض و وصله المدد من الكوفة ، وتحركوا نحو البلخ وكان مدد الكوفة في المقدمة ، لما رأي يزدجرد ان مدد الكوفة قليل قرر مهاجمته قبل وصول الاحنف فحدث قتال بين يزدجرد ومدد الكوفة وهزم يزدجرد ، وهرب وعبر النهر فترك بلاده مدخورا ذليلا  الي ما وراء النهر وتحرك المسلمون وفتحوا البلخ وغنموا منها غنائم كثيرة.
ولجأ يزدجرد الي بلاد الترك واستمرت الفتوحات الاسلامية في بلاد الفرس وانتهت مملكة الفرس وانتهي كسري ، هكذا خلال فترة وجيزة قضي المسلمون علي اعظم امبراطورية في هذا الزمان ، في اعظم وقائع ومواجهات مع الفرس لم يكونوا مساوين للفرس في اي معركة من ناحية العدة والعتاد ولكنه الايمان ونصر الله عز وجل.

توسعة الحرمين الشريفين :

في العام السابع عشر من الهجرة وبسبب زيادة عدد المسلمين بسبب الفتوحات الاسلامية واتساع اراضي الاسلام ، فقرر زيادة مساحة المسجد النبوي وقال لولا اني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يأمر بتوسعته لما زدت فيه شيئا ، فإشتري البيوت حول المسجد الا حجرات امهات المؤمنين وبيت للعباس تبرع به .
فبنى أساس المسجد بالحجارة إلى أن بلغ حوالي متران، فزاد من جهة القبلة إلى الرواق المتوسط بين المصلى النبوي والمصلى العثماني ، وذلك نحو خمسة امتار ، وزاد من الجهة الشمالية خمسة عشر مترا ، ومن جهة الغرب عشرة امتار ، ولم يزد من جهة الشرق شيئا ، وزاد علي الثلاث ابواب ثلاث ابواب اخري هم باب السلام في أول الحائط الغربي و باب النساء في الحائط الشرقي وباب في الحائط الشمالي فأصبح للمسجد ستة ابواب وجئ بالحصباء (الحصي الصغيرة) وبسطها بالمسجد وادخل بيت ابي بكر رضي الله عنه بالمسجد.
في نفس العام قام عمر رضي الله عنه بتوسعة الحرم المكي فكان السيل قد جرف مقام ابراهيم فرده الي مكانه ، ثم اشتري البيوت حول الحرم وهدمها فزاد محيط المسجد فأصبح خمسمائة وستون متر مربع وبني حائط قصير يسور الحرم المكي وجعل فيه المصابيح وكسي الكعبة بالقباطي المصرية.

فتوحات بلاد الشام :

اثناء المعارك مع الفرس كانت هناك جبهة اخري في الشام يحارب فيها المسلمون ، فبعد الهزيمة الساحقة التي تلقاها الروم في اليرموك وهروب جنودهم تجمع الفارين في منطقة فحل  ، غضب هرقل غضبا شديدا من الهزيمة وقام بتجهيز جيش عظيم وحركه من القسطنطينية عاصمة الروم الي دمشق ، وبدأ هذان التجمعان في فحل و دمشق يزدادان وعظم امر جيش دمشق.
ارسل ابوعبيدة رضي الله عنه الي امير المؤمنين عمر رضي الله عنه يطلعه الاخبار ، فكتب اليه عمر ان سير فرقة الي فحل تشغلهم بها وسر انت علي معظم الجيش الي دمشق فإنها حصن الشام وبيت ملكه ، وسير فرقة بين حمص ودمشق وفرقة بين فلسطين ودمشق حتي تقطع الامداد الي دمشق .
فترك ابوعبيدة عمرو بن العاص علي فلسطين والاردن واتجه هو بجيشه شمالا نحو دمشق .

فتح دمشق :

وصل ابوعبيدة الي دمشق في جيش قوامه ثلاثون الف مقاتل وكان جيش الروم اكثر من مائة الف وقد تحصنوا في مدينة دمشق ولم يخرجوا للمواجهة ، وقسم جيشه الي قسمين جيش الي شمال دمشق بقيادة خالد بن الوليد وجيش في جنوب دمشق بقيادته وبدأ الهجوم علي المدينة ولكنها كانت شديدة التحصين واستمر الامر الي عدة ايام ، علم خالد بتجسسه في احدي الليالي انه ولد مولود لحاكم المدينة وانه اعد وليمة للناس والجند وانهم في حالة سكر فقرر التسلل الي المدينة فأخذ معه القعقاع ونفر قليل وتسلق السور بالحبال خالد بن والوليد والقعقاع وتسللا داخل المدينة حتي وصلا الي الباب فكبرا وفتحا الباب وهجم الجيش الاسلامي علي دمشق من ناحية الشمال بالقوة ، في هذه الاثناء ارسل بطرياق دمشق الي ابوعبيدة لتسليم المدينة بالصلح من دهائه فهو يعلم ان الجيش في جنوب دمشق لا يعلم بدخول الجيش الاخر من شمال دمشق ، فوافق ابوعبيدة علي الصلح وهو لايعلم بدخول خالد وجيشه من الشمال ، فدخل جيش المسلمين من الجنوب بالصلح ومن الشمال بالقوة حتي التقي الجيشان في وسط دمشق فامر ابوعبيدة بالكف عن القتال ، وارسل الي امير المؤمنين يستشيره فأمره عمر ان يعد الفتح صلحا .
وهكذا تم فتح دمشق وكان هذا قبل القادسية بشهر واحد وبعدها ارسل ابوعبيدة المدد من الشام الي سعد بن ابي وقاص في معركة القادسية .
خلف ابوعبيدة يزيد بن ابي سفيان علي دمشق وتحرك هو بجيشه نحو فحل ، يزيد ارسل قواته الي ساحل البحر المتوسط ففتح صيدا وجبيل وبيروت ، وكذلك سير جيش الي قيسارية ففتحها ، وكانت هذه الفتوحات استكمالا لفتح دمشق.

معركة فحل (بيسان):

اتجه ابوعبيدة نحو فحل وجعل علي المقدمة خالد بن الوليد وعلي الفرسان ضرار بن الازور وعلي المشاة غياض بن غنمة وعلي الناس شرحبيل بن حسنة يهتم بأحوالهم وطعامهم ، فساروا حتي فحل و وصلوا ليلافعسكروا فيها ، وكانوا يبيتون علي تعبئة واستعداد كامل خوفا من ان يهجم عليهم الروم ليلا.
في احدي الليالي هجم الروم ليلا ، ولكن كان المسلمين علي استعداد فإشتبك الجيشان واستمر القتال طول الليل ثم اليوم التالي حتي الليل دون توقف ، بدأت الهزيمة تدب في الروم وضعفت معنوياتهم وكانوا قد ملؤوا المنطقة بالمياه فصارت طينية ، بدأ الروم بالتراجع واحاط بهم المسلمين فبدأوا يرجعون بالطريق الطيني وصروا ينزلقون في الطين والمسلمين يقتلون فيهم ، فهزم الروم وقتل منهم اعداد عظيمة ، واستولي المسلمون علي المنطقة وغنموا منها ، وارسلو البشارة والغنائم الي امير المؤمنين في المدينة.

معركة مرج الروم :

بعد هزيمة بيسان تجمع قوات الروم في مرج الروم وارسل هرقل جيشين من القسطنطينية بقيادة اعظم قادته الي الشام فتوحد احدهمها مع الجيش الاخر في مرج الروم وكان بقيادة شنس واردوا الذهاب الي حمص ، وسار الاخر في الطريق الي دمشق بقيادة توذر ، علم ابوعبيدة بالامر فسار الي الجيش الاول ليقطع عليهم الطريق قبل وصولهم الي حمص ، وارسل خالد بن الوليد الي الجيش الاخر.
في الصباح هجم ابوعبيدة هجوما كاسح علي جيش شبس فوجئ الروم بهجوم شرس وكاسح من الصباح فهزموا وقتل شنس.
 كان المسلمين بقيادة خالد والروم بقيادة توذر قد عسكروا في مواجهة بعضهم ، في الليل انسحب توذر بجيشه نحو دمشق لان بها عدد قليل من القوات ، فطن خالد الي الامر فلحق به مسرعا ، وصلت الاخبار الي يزيد في دمشق فجهز قواته وخرج لملاقات توذر خارج دمشق ، فوجئ توذر بجيش يزيد مستعد امامه خارج دمشق فأشتبك معه واثناء القتال لحق خالد وهجم علي جيش الروم من الخلف فوقعوا في كماشة فهزموا وقتل توذر ولم يفر منهم سوي نفر قليل ، وعاد يزيد الي دمشق وعاد خالد الي ابوعبيدة.

فتح حمص :

بعد الهزيمة التي لحقت بجيشا الروم ، علم هرقل ان المسلمين سيتوجهون الي حمص ، فأرسل لهم يدعوهم الي الصمود امام المسلمين وانه سيمدهم بجيش ويسير هو بنفسه الي حمص .
سار ابوعبيدة الي حمص وفي الطريق ارسل سرية لبعلبك ففتحوها ، ثم وصل الي حمص فإذا هي في كامل تحصينها وعلي اوجه الاستعدادات .
تم حصار حمص من جميعات الجهات واشتد الهجوم عليها ، واهل حمص صامدون ينتظرون مدد هرقل ، واشتد عليهم الامر فكان يأتيهم هجوم من المسلمين في كل وقت من مكان مختلف ، لما يأسوا من وصول هرقل راسلوا ابوعبيدة ليتم معه الصلح مثل صلح دمشق فوافق فتم فتح حمص بالصلح بعد حصار طويل ، واستخلف ابو عبيدة عبادة بن الصامت رضي الله عليه علي حمص، وسار ابوعبيدة بجيشه وعلي مقدمته خالد بن الوليد نحو حماة.

فتح حماة وقنسرين :

وصل جيش المسلمين الي حماة ، ولما رأي اهل حماة ماحدث في دمشق و حمص ويأسوا من وصول مدد هرقل راسلوا ابوعبيدة فتم فتحها صلحا علي الجزية .
ثم ارسل ابوعبيدة خالد بن الوليد الي قنسرين فلاقاه الجيش الرومي خارج المدينة فقاتلهم فهزموا ثم انسحبوا الي المدينة وتحصنوا بها فحاصرهم خالد وراسلهم فطلبوا الصلح فوافق واشترط ان يقوموا بتخريب حصن المدينة لانها اقرب الحصون الي هرقل فوافقوا فتم فتح قنسرين.
وسار المسلمين بعد ذلك الي هرقل فلم يبقي بينهم مدينة حصينة فأتجه هرقل شمالا و صار خالد يطارد هرقل اغتناما للفرصة دون اوامر ابوعبيدة او عمر فأن انتظر الاوامر لم يلحق بهرقل ، وهكذا كلما ذهب هرقل الي مكان خالد يطارده بثمانية الف مقاتل فقط حتي اطر هرقل الي مغادرة الشام بأكملها ورجع الي القسطنطينية مودعا الشام وعلم ان الروم خسرتها الي الابد وهو يقول : عَلَيْكِ السَّلَامُ يَا سُورِيَا سَلَامًا لَا اجتِمَاعَ بَعْدَهُ، إلَّا أن أُسَلِّمَ عَلَيْكِ تَسْلِيْمَ المَفَارِق، وَلَا يَعُوْدَ إِلَيْكِ رُومِيٌّ أَبَدًا إلَّا خَائِفًا حَتَّى يُوْلَدُ المَوْلُوْدُ المَشْؤُومُ، وَيَا لَيْتَهُ لَم يُوْلَد، مَا أَحْلَى فِعْلُهُ، وأَمَرَّ عَاقِبَتُهُ عَلَى الرُّومِ.

بعد ان علم عمر رضي الله بفعل خالد بن الوليد رضي الله عنه وكيف تحرك في الشام وطرد هرقل وجيش الروم منها قال : امر خالد نفسه ، رحم الله ابا بكر كان اعلم مني بالرجال .

وصارت قوات الروم الباقية مشتتة في الشام بين حلب وبيت المقدس ومناطق اخري.












تعليقات