القائمة الرئيسية

الصفحات

 

الإسطول البحري الإسلامي الأول وإسترجاع الإسكندرية
خلافة عثمان رضي الله عنه


الجيش والفتوحات الاسلامية في عهد عثمان رضي الله عنه :

قسم امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه القوات الاسلامية علي ثلاثة مناطق لصد الهجمات علي الدولة الاسلامية ومواصلة الفتوحات وهي :
الشرق ومعسكره في الكوفة بالعراق ومسؤليته الفتوحات في اتجاه الشرق من الدولة الاسلامية.
الشمال ومعسكره في دمش بالشام ومسؤليته الفتوحات في اتجاه الشمال من الدولة الاسلامية.
والغرب ومعسكره في الفسطاط بمصر ومسؤليته الفتوحات في اتجاه الغرب من الدولة الاسلامية.
بعد مقتل عمر رضي الله عنه تشجع الاعداء من الروم والفرس علي استعادة السيطرة علي البلاد التي فتحها المسلمين 

فتوحات الشرق :

كان يزدجرد ملك الفرس يجمع الفرس لاعادة بناء جيشه واستعادة بلاد فارس ، وظل عثمان يرسل الجيوش لمطاردته وقتاله ، واستمر الامر الي ان قتل يزدجرد بواسطة الفرس انفسهم.

اذربيجان:

انتفض اهل اذربيجان وثاروا علي واليهم فأمر عثمان الوليد بن عقبة والي الكوفة ان يغزوهم ، فأسرع إليه أهل أذربيجان طالبين الصلح على ما كانوا صالحوا عليه حذيفة، فأجابهم الوليد وأخذ طاعتهم، وبث فيمن حولهم السرايا وشن عليهم الغارات، فبعث عبد الله بن شبيل الأحمسي في أربعة آلاف إلى أهل موقان والببر الطيلسان، فأصاب من أموالهم وغنم وسبي ، ثم جهز سلمان بن ربيعة الباهلي وارسله الي ارمينية فأخضعها وغنم منها ، ثم عاد الوليد بعد ذلك الي الكوفة.
تمرد اهل اذربيجان بعد ذلك مرات كثيرة ، فأرسل الاشعث بن قيس والي اذربيجان الي الوليد فمده بجيش من الكوفة ، وتتبع الأشعث الثائرين وهزمهم هزيمة منكرة، فطلبوا الصلح فصالحهم على صلحهم الأول، وخاف الأشعث أن يعيدوا الكَرَّة فوضع حامية من العرب وجعل لهم عطايا وسجلهم في الديوان، وأمرهم بدعوة الناس إلى الإسلام.

لما تولي سعيد بن العاص اذربيجان تمردوا مرة اخري ، فبعث الوليد اليهم  جرير بن عبد الله البجلي فهزمهم وقتل رئيسهم، ثم استقرت الأمور بعد أن أسلم أكثر شعبها وتعلموا القرآن الكريم. 
تمرد اهل الري في وقت ولاية ابو موسي الاشعري فصدر أمر الخليفة عثمان إلى ابو موسي الاشعري وأمره بتوجيه جيش إليها لتمردها، فأرسل إليها قريظة بن كعب الأنصاري فأعاد فتحها.

خراسان :

حرك جيش بقيادة سعيد بن العاص من الكوفة لفتح خراسان ، ومعه حذيفة بن اليمان والحسن والحسين ابنا علي ، وعبد الله بن الزبير وعبدالله بن عمر ، وعبد الله بن العباس ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، فنزل قوميس فتم الصلح مع اهلها ، ثم جرجان فصالحوا علي مائتي الف ، ثم طميسة علي ساحل البحر فحدث فيها قتال عظيم ، وصلي المسلمين فيها صلاة الخوف ، وهم يقاتلون ، وتم حصارها حتي فتحت وقتل اهلها .
كذلك تحرك جيش بقيادة عبد الله بن عامر من البصرة لفتوحات خراسان ، ففتح ابرشهر وطوس ثم بيورد ونسا ، و وصل سرخس ففتحها ، ثم صالحه اهل مرو ، ففتح خراسان ، وكذلك فتح فارس وكرمان وايران.

فتوحات الشام :

اراد الروم كذلك استعادة الشام بعد وفاة عمر رضي الله عنه ، فأرسل امير المؤمنين عثمان الي الوليد في الكوفة ليجهز جيش لا يقل عن ثمانية الف مقاتل علي راسهم سلمان الباهلي ليمد به معاوية بن ابي سفيان في الشام ، ووصل جيش العراق الي الشام وسير معاوية الجيشان بقيادة حبيب بن  مسلمة ، وانتصروا علي الروم وهزموهم هزيمة كاسرة ، ثم واصل حبيب بن مسلمة  حتي وصل ارمينية ، وكان قد تحالف الروم مع الترك لقتال المسلمين وعليهم الموريان وهو من اشهر قادتهم ، فقاتلهم حبيب وباغت الموريان ليلا وقتله .

المعارك البحرية :

كان معاوية بن ابي سفيان يريد غزو البحر منذ عهد عمر بن الخطاب ، وكان يصف له قرب قبرص من الشام وخطورتها علي الشام ، لكن عمر كان يرفض غزو البحر لان العرب ليس لهم معرفة بالبحر والسفن وكان يقول لمعاوية لا أحمل فيه مسلماً أبداً ، بعد ان تولي عثمان بن عفان الخلافة رجع معاوية يلح عليه في غزو البحر ويهون عليه امر البحر ، بعد الحاح معاوية وافق عثمان وقال له : فإن ركبت معك امرأتك فاركبه مأذونا وإلا فلا ، ثم قال له : لا تنتخب الناس ولا تقرع بينهم، خيرهم فمن اختار الغزو طائعا فاحمله وأعنه(اي اذا ذهبت بنفسك ومعك زوجتك اسمح لك حتي لا تخاطر بالمسلمين ، و لا تأمر احد ولا تجبر احد بالخروج معك انما يخرج من اراد ذلك طوعا منه) ، فأخذ معاوية يصلح المراكب وجعل ساحل حصن عكا ميناء له.


فتح قبرص عام ثماني وعشرون من الهجرة :

كان ميناء جزيرة قبرص ميناء تجاري وعسكري للروم ، وكانوا يحمون به حدودهم مع المسلمون ويستغلونه في العدوان والهجوم علي المسلمين وكان به اسطول بحري ضخم.
معاوية لم خير الناس ولم يجبر احد علي الخروج معه ومع ذلك خرج معه جيش ضخم ، وركب المسلمون البحر وعلي رأسهم معاوية بن ابي سفيان ومعه زوجته فاختة ، ومجموعة من كبار الصحابة منهم ابو ذر الغفاري والمقداد بن عمر و ابو ايوب الانصاري وعبادة بن الصامت معه زوجتة ام حرام بنت ملحان  وابو الدرداء وشداد بن اوس رضي الله عنهم اجمعين وساروا حتي وصلوا ساحل قبرص.
تحققت نبؤة الرسول صلي الله عليه وسلم فعن انس بن مالكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يومًا فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله ، قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ، ملوكًا على الأسرة، أو مثل الملوك على الأسرة فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله 
قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، كما قال في الأولى ، قالت: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال: أنت من الأولين ، قال: فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمان معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.

تفأجا الروم واهل قبرص بوصول المسلمين ، فلم يكن للمسلمين سفن ولم يكونوا يغزوا عن طريق البحر فما كانوا مستعدين لهم ، ارسل معاوية الي اهل قبرص أنهم لم يغزوهم للاستيلاء على جزيرتهم ،  ولكن أرادوا دعوتهم للإسلام ثم تأمين حدود الدولة الإسلامية بالشام من الروم فرفض اهل قبرص خوفا من الروم وتحصنوا في عاصمتهم قسطنطينا.

تقدم المسلمون إلى قسطنطينا عاصمة قبرص وحاصروها ، واستمر الضغط عليها ولم يصل الروم ،  طلب اهل قبرص الصلح ، وأجابهم المسلمون لذلك، وقدموا شروطًا للمسلمين ، متمثلة في  في طلبهم ألا يشترط عليهم المسلمون شروطا تحدث لهم قتال مع الروم ،  لأنه ليست لهم قدرة بهم، وأما شروط المسلمين فكانت، ألا يدافع المسلمون عن الجزيرة إذا هاجم سكانها محاربون، وأن يدلوا المسلمين على تحركات عدوهم من الروم، وأن يدفعوا للمسلمين سبعة آلاف ومائتي دينار في كل عام، وألا يساعدوا الروم إذا حاولوا غزو بلاد المسلمين، وألا يطلعوهم على أسرارهم .
هاجم الروم قبرص فنقض اهل قبرص الصلح ، فهاجمها معاوية وارسل امير المؤمنين  دعم من سفن مصر فتم حصار قبرص وقاتلوا اهلها وغنموا منها حتي طلبوا الصلح مرة اخري فوافق معاوية وضمن لهم هذه المرة الحماية من الروم ، وترك جيش من اثتا عشر الف مقاتل في قبرص لحمايتها ، وتم بناء المساجد فيها .
لم يستطع معاوية مهاجمة الروم ودخول اوربا بالبر فكانت تمنعه اسوار القسطنطينية العظيمة والقوية ، فكان الحل دخول اوربا بالبحر فبدأ يقوي الجيش البحري ويزيد عدد السفن ، وكان قائد الاسطول البحري عبد الله بن قيس وكان ذكيا جدا واحرص القادة علي جنده فغزا خمسين غزوة ولم يقتل له اي جندي ، حتي مات ، كبر الاسطول البحري في الشام حتي سيطروا علي مشرق البحر المتوسط.

الفتوحات من جبهة مصر :

كان للروم اسطول بحري ضخم جدا وكانوا مسيطرين علي البحر المتوسط حتي انه كان يسمي ببحر الروم ، فبدأوا يحسوا بالخطر بعد ضياع مصر والشام وحركة المسلمين في البحر ، وكان همهم الاول استرجاع الاسكندرية فهي الميناء الرئسي في جنوب المتوسط ، وعرف الروم ان عثمان عزل عمرو بن العاص و ولي عبد الله سعد بن السرح ، فجمع منويل وهو قائد روماني عظيم اسطول ضخم مكون من ثلاثمائة سفينة محملة بالعدة والعتاد ، وتحرك نحو الاسكندرية سرا واخفي الاخبار ، وصل منويل الي الاسكندرية ونهب منويل وجيشه الإسكندرية وقتل الناس حتي النصاري ، ومن ثم خرج منويل بجيشه من الإسكندرية يقصد اسفل مصر .

استرجاع الاسكندرية :

ارسل اهل مصر الي امير المؤمنين  يستنجون به ويطلبون منه انقاذهم من خطر الروم ، وانه لن يقدر عليهم الا من خبر قتالهم وهو عمرو بن العاص فأستجاب لهم عثمان واعاد عمرو الي مصر اميرا للجيش .

تحرك منويل الي جنوب مصر وعمرو بن العاص لم يتحرك ولم يخرج له فقد رأي ان يتركهم يأتون اليه ، فسأله احد رجاله ، فقال له عمرو : دعهم يسيروا إليَّ، فإنهم يصيبون من مروا به، فيخزي بعضهم ببعض ، واصل الروم في نهبهم وفسادهم حتي كرههم اهل مصر واردوا من يخلصهم منهم.
بدأ النصاري الاقباط يراسلون عمر لنجدتهم ويعطونه اخبار وتحركات الروم ويدعمونه ، وصل منويل الي نيقوس والتقي الجيشان عند حصن نقيوس على شاطئ نهر النيل، في أثناء المعركة أصاب فرس عمرو  سهم فقتله ، فترجل عمرو وانضم إلى صفوف المشاة، ورآه المسلمون فأقبلوا على الحرب ، وخرج المصريون بعد أن رأوا هزيمة الروم يصلحون للمسلمين ما أفسده العدو الهارب من الطرق، ويقيمون لهم ما دمره من الجسور، وأظهر المصريون فرحتهم بانتصار المسلمين على العدو الذي انتهك حرماتهم واعتدى على أموالهم وممتلكاتهم ، وقدموا للمسلمين ما ينقصهم من السلاح والمؤونة.
وصل عمرو الإسكندرية وهاجهما المسلمون حتى سيطروا عليها ، ودخل المسلمون الإسكندرية وقتل مانويل ، وبني عمرو مسجد الرحمة بالاسكندرية ، واحسن الي الاقباط لانهم لم ينقضوا عهد او ذمة واعاد اليهم اموالهم ، وهكذا سيطر المسلمون علي كامل الاسكندرية .

فتح إفريقية :

كانت إفريقية تطلق علي مناطق تونس وشرق الجزائر وغرب ليبيا ، رأي عبد الله بن سعد بن ابي السرح ان الروم يهددونه من ناحية الشمال بالبحر والغرب من البحر فقد كان الروم يسيطرون علي افريقية ، فأرسل الي امير المؤمنين عثمان يستأذنه في فتح إفريقية ، فشاور عثمان اصحابه واستقر الامر علي فتح إفريقية ، فأعلن امير المؤمنين الجهاد في المدينة وفتح التطوع لدعم جيش مصر لفتح إفريقية ، وكان ممن تطوع الحسن و الحسين وابن عباس وابن جعفر ، وجهز عثمان المتطوعين للسير الي مصر وجعل عليهم الحارث بن الحكم حتي يصلوا الي مصر فيتجمع الجيش تحت قيادة عبد الله بن سعد ، لما استعد الجيش خطب فيهم امير المؤمنين يحثهم علي الجهاد وفضله ثم استودعهم الله وتحرك الجيش الي مصر وانضم لجيش عبد الله بن سعد ، وارسل عثمان الي عبد الله بن سعد يشجعه وقال له لئن فتحت افريقية سأعطيك خمس الخمس من الغنائم .
تحرك الجيش من الفسطاط حتي وصلوا ويقدر بعشرين الف مقاتل حتي وصلوا برقة وانضم اليهم عقبة بن نافع ومن معه من المقاتلين ، وارسل عبد الله الطلائع امامه وقد غنموا عدة سفن حربية من ساحل ليبيا بقرب طرابلس ، واصل عبد الله السير حتي وصل الي مدينة سبيطلة وعسكر هناك ، واذا بجيش روماني ضخم بقيادة جرجير قوامه مائة وعشرون الف مقاتل يصل الي سبيطلة ليصد المسلمين وهو ست اضعاف جيش المسلمين تقريبا.
بدأ قادة المسلمين بالتشاور هل يرجعوا ام يقاتلوا فوجدوا ان رجوعهم سيشجع الروم علي غزو مصر مرة اخري ، فأرسل عبد الله بالاخبار الي عثمان فرد عليه عثمان اصمد وسأرسل لك المدد.
طلب عبد الله مقابلة قائد الروم جرجير وعرض عليه الاسلام او الجزية او الحرب ، فستأهز جرجير به ورفض وعاد الي جيشه واعلن انه سيزوج ابنته بمن يقتل قائد المسلمين عبد الله ويعطيه مائة الف دينار من الذهب ، فاضطر عبد الله ان يدير الامر من خلف الجيش.

بدأ القتال بين الجيشين واستمر القتال لعدة ايام يبدأ القتال في الصبح ثم يترك الجيشان القتال عند الظهر الي اليوم التالي ، حتي وصل مدد بقيادة عبد الله بن الزبير بن العوام ، فكبر المسلمين وبدأت معنويات الروم تضعف ، سأل عبد الله بن الزبير عن سبب رجوع عبد الله بن سعد الي خلف الجيش فأخبروه باعلان جرجير فغضب وقال لعبد الله بن سعد انت تأتي الي مقدمة الجيش وتعلن ان من يقتل جرجير سأعطيه مائة الف دينار وازوجه بإبنة جرجير ، ففعل فخاف جرجير ورجع الي خلف الجيش.
قال عبد الله بن الزبير قال لعبد الله بن سعد: إن أمرنا يطول مع هؤلاء وهم في أمداد متصلة وبلاد هي لهم ونحن منقطعون عن المسلمين وبلادهم ، وقد رأيت أن نترك غداً جماعة صالحة من أبطال المسلمين في خيامهم متأهبين ونقاتل نحن الروم في باطن العسكر إلى أن يضجروا ويملوا ، فإذا رجعوا إلى خيامهم ورجع المسلمون ركب من كان في الخيام من المسلمين ولم يشهدوا القتال وهم مستريحون ونقصدهم على غرة ، فلعل الله ينصرنا عليهم ، فقال له نعم الراي وانت قائد هذه المجموعة .
في اليوم التالي فعل عبد الله ما اتفقوا عليه، وأقام جميع شجعان المسلمين في خيامهم وخيولهم عندهم مسرجة، ومضى الباقون فقاتلوا الروم إلى الظهر قتالاً شديداً ، فلما أذن بالظهر همَّ الروم بالانصراف على العادة فلم يمكنهم ابن الزبير وألح عليهم بالقتال حتى أتعبهم ، فكل جنود الجيشين  ألقى سلاحه ووقع تعباً ، فعند ذلك أخذ عبد الله بن الزبير من كان مستريحاً من المسلمين وقصد الروم فلم يشعروا بهم حتى خالطوهم وكبروا فلم يتمكن الروم من لبس سلاحهم حتى غشيهم المسلمون ، وقام عبد الله بن الزبير بقتل جرجير وبدأت الهزيمة والقتل في الروم وحطم جيش الروم وانتصر المسلمون انتصار عظيم ، واخذوا غنائم كثير فوصل نصيب الفارس الي ثلاثة الف دينار ، واعطي ابن الزبير مائة الف دينار وابنة جرجير التي اسلمت فيما بعد .
لما رأي اهل افريقية هزيمة الروم سلموا ودفعوا الجزية ودخلت تونس في الاسلام ، و ولي عثمان عقبة بن نافع علي افريقية.




تعليقات