القائمة الرئيسية

الصفحات

 

معجزات النبي صلي الله عليه وسلم


الاسراء والمعراج :

في تلك الليلة الموعودة جاء جبريل عليه السلام للرسول صلي الله عليه وسلم وكان نائما عند الكعبة وايقظه وكان معه دابة يقول عنها النبي انها فوق الحمار ودون البغل فآمره جبريل ان يرقي علي البراق فرقي (البراق هو اسم الدابة ) انطلق عليه الصلاة والسلام الي المقدس ودخل المسجد الاقصي ، فوجد ان الله تعالي قد جمع له الانبياء والرسل عليهم السلام ويكون صلي الله عليه وسلم هو امامهم وذلك من تشريف الله تعالي له ، بعد ان انتهي عليه الصلاة والسلام جاءه جبريل عليه السلام بإنائين اناء به لبن واناء به خمر فاختار عليه الصلاة والسلام الاناء الذي به لبن فقال هديت وهديت امتك (لم يكن الخمر قد حرم بعد وكانت فيه اشارة علي ان الخمر خبيث) وكان النبي لا يشرب الخمر فلم يشرب الخمر قط ولا حتي في الجاهلية .
 بعد ذلك جئ بالمعراج (لم يوصف لنا المعراج فليس ، هناك وصف صحيح للمعراج، سوي ان المعراج تستعمله العرب كالسلم) فالمعراج نوع من انواع السلالم لكن ليس كالسلالم التي يعرفها البشر ، فلا نعرف وصفه او حقيقته ، وضع هذاء المعراج للنبي صلي الله عليه وسلم فصعد فيه وما هي الا لحظات فإذا هو في السماء الدنيا ، وكانت مغلقة فطرق جبريل عليه السلام الباب ، فنادي الملك الذي يحفظ الباب فقال من ، فقال جبريل ، فقال أمعك احد ، قال نعم معي محمد ، فقال ما أمرت ان افتح لغيره ، ففتح الباب ودخل محمد صلي الله عليه وسلم ، فشاهد من احوالها العجائب وشاهد الملائكة تعيش عليها وهي دخان ، ورأي رجل طويل ستون ذراع في السماء وحوله سواد عظيم فإذا التفت الي يمينه ضحك وإذا التفت الي شماله بكي ، فتعجب النبي وسأل جبريل من هذا ، فقال جبريل هذا ابوك آدم ، وقال من هؤلاء فقال هؤلاء ذريته فعلي يمينه اهل الجنه وعلي شماله اهل النار ، ومن ما رأى عليه الصلاة والسلام اناس يسبحون في نهر قيل من دم وكانوا يسبحون حتي اذا وصلوا الي الشاطئ يفتحون افواههم فتلقمهم الملائكة الحجارة فيدمون من الحجارة ثم يرجعون فيسبحون مرة اخري ، فتعجب عليه الصلاة والسلام فقال يا جبريل من هؤلاء فقال هولاء اكلت مال اليتامي ، ثم راي رجال بطونهم كبيرة يطأهم آل فرعون ، فقال يا جبريل من هؤلاء فقال هؤلاء اكلت الربا ، ثم رأي رجال معهم طعام خبيث نتن ومعهم طعام لذيذ و  شهي فكانوا يتركون الطعام الشهي ويأكلون الطعام الخبيث ، فتعجب وقال من هؤلاء يا جبريل فقال هؤلاء الزناة ، رأي عليه الصلاة والسلام مشاهد كثيرة.
 ثم انتقل الي السماء الثانية ، فرأي فيها مشاهد ورأي فيها سيدين هما عيسي ويحي عليهما السلام شابين في الجنة يصف عليه الصلاة والسلام عيسي عليه السلام فيقول رأيته احمر ، ليس بالطويل وليس بالقصير ، كثير الخيلان اذا طأطا رأسه تخال الماء ينزل منه.
ثم انتقل عليه الصلاة والسلام الي السماء الثالثه فراي فيها يوسف عليه السلام فيقول في وصفه والله ما رايت اجمل منه رأيته اؤتي شطر الجمال.
فوصل عليه الصلاة والسلام الي السماء الخامسة فيقول وجدت فيها هارون عليه السلام شيخا جميلا .
ثم انتقل عليه الصلاة و السلام الي السماء السادسة فراي فيها موسي عليه السلام فيقول رأيته طويل اسمر ، خفيف اللحم ، اقني الانف .
ثم ذهب الي السماء السابعة عليه الصلاة والسلام فوجد فيها البيت المعمور (البيت المعمور هو كعبة اهل السماء وهي فوق كعبة الارض ، يقول صلي الله عليه وسلم يطوف بها كل يوم سبعون الف ملك لا يرجعون اليها الي يوم القيامة) و وجد السماء ممتلئة بالملائكة وهم بين ساجد ومسبح ، يقول صلي الله عليه وسلم رايت رجل مسند ظهره الي البيت المعمور هو اشبه الناس بصاحبكم (اي يشبه صلي الله عليه وسلم ، فقلت يا جبريل من هذا ، فقال هذا ابوك ابراهيم . وكان عليه الصلاة والسلام عند انتقاله بين السماوات يأتيه هؤلاء الانبياء و يحدثونه ويسلمون عليه .
انتقل عليه الصلاة والسلام في السماء السابعة حتي وصل الي اطرافها مع جبريل عليه السلام ، وهنا رأه بهيئته الحقيقة مرة اخري عند اطراف السماء السابعة عند سدرة المنتهي ، وصل عليه الصلاة والسلام مع جبريل الي موطن لم يصله بشر ، ثم سار مع جبريل حتي وصل الي موطن لم يصله بشر ولا ملك غير جبريل ، يقول صلي الله عليه وسلم فالتفت الي جبريل عليه السلام فإذا هو كالحصير البالي (من خشيت الله عندما يصل الي هذا الموطن) ، ثم توقف جبريل فقال يا محمد تقدم فوالله لو تقدمت خطوة لاحترقت ثم تقدم عليه الصلاة والسلام لمكان لم يصله بشر ولا ملك تكرمة من الله تعالي لنبي هذه الامة.
يقول عليه الصلاة والسلام فتقدمت حتي وصلت الي سدرة المنتهي ، يصفها صلي الله عليه وسلم فيقول اوراقها كاذان الفيلة ، و ثمارها كالاباريق ، يقول بينما انا كذلك اذ تغشاها من نور الله ما تغشي 
، قال تعالي 《إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18》 يقول صلي الله عليه وسلم لما تغشاها من نور الله ما تغشي تغير شكلها وصار حواليها كالفراش من الذهب فصارت من الحسن ومن الجمال ما لايستطيع بشر ان يوصفه.
في هذا الموطن المبارك تحدث الرسول صلي الله عليه وسلم مع ربه مباشرة ، هناك امر الله عز وعجل نبيه ان يفرض علي امته الصلاة (الصلاة جاءت بأمر مباشر من الله سبحانه وتعالي، حتي تظهر عظمتها ومكانتها) .
رجع النبي صلي الله عليه بالمعراج الي بيت المقدس مرة اخري ثم رجع في طريقه الي مكة مر بقافلة فانتبه بعير الي البراق وفزع وجري وجري اصحابه خلفه فلم يجدوه ، فناداهم النبي عليه الصلاة والسلام وقال ان بعيركم في المكان وسمي لهم المكان ، فعطش النبي صلي الله عليه وسلم و وجد اناء به ماء مغطي فكشفه وشرب الماء وغطاه مرة اخري ، ثم عاد عليه الصلاة والسلام الي مكة.
في الصباح والنبي جالس عند الكعبة وهو يفكر في حدث الاسراء، جاءه ابو جهل فجلس اليه وقال يا محمد احدث شئ فقال له صلي الله عليه وسلم نعم فقال ماذا ، فأخبره صلي الله عليه وسلم بحدث الاسراء والمعراج ، فجمع ابو جهل قريش وقال قد ظهر كذب محمد ، فقال اسمعوا هو يقول قد ذهب الي بيت المقدس ورجع في ليلة واحدة ، ونحن نذهب اليها علي ظهر الابل في شهر كامل ، هنا تأثر الناس حتي المسلمون ، وابو جهل يدعو الناس تعالوا واسمعوا محمد ، فجاء ابو بكر وجلس للنبي صلي الله عليه وسلم وقال يا رسول الله اذهبت الليلة الي بيت المقدس ، فقال نعم ، فقال قد صدقت ، فقال وانت يا ابوبكر الصديق ، اراد ابوبكر ان يظهر صدق النبي ، فقال يا رسول الله نحن نعلم انك لم تذهب الي بيت المقدس فصفه لنا فأخذ الكفار يسألونه عن تفاصيل دقيقة ، وهنا رفع بيت المقدس امامه يراه ولا يراه الناس فوصف لهم كل تفاصيل بيت المقدس فتعجبوا ، فقال اذا بيني وبينكم علامات ، فقالوا وماهي ،  فقال قافلة مررت بها علي رأسها جمل فوصفه لهم شكله وحمولته و لون رباطه ، وضل لهم بعير فناديتهم ودللتهم عليه ، وكان عندهم ماء مغطي فشربت منه ، فقالوا علي كم مسيرة هذه القافلة (اي بعد كم يوم تصل الينا هذه القافلة) فقال ثلاث ايام وهنا تواعدوا ان ينتظروا هذه القافلة.
في اليوم الموعود قامت مكة من الصباح وتجمعوا في انتظار القافلة ، فوصلت القافلة علي رأسها الجمل كما وصفه عليه الصلاة والسلام ، ثم استقبلوهم وسألوهم عن احوالهم ، ثم قالوا هل ضل لكم بعير قالوا نعم ولقد سمعنا منادي يدلنا عليه ، ثم قالوا فقدتم ماء قالوا نعم ، فظهر صدقه صلي الله عليه وسلم .

انشقاق القمر :

اجتمعت قريش وطلبوا من النبي ان يأتيهم بمعجزة ظاهرة حتي يؤمنوا له وقالوا كيف نؤمن بك ولم تأتينا بالمعجزات ، فقال صلي الله عليه وسلم لو شققت لكم القمر تؤمنون بي فقالوا نعم ، فإجتموا في ليلة بدر ، فأمر النبي صلي الله عليه وسلم القمر فأنشق نصفين حتي كان الجبل بينهما فراه كل الناس ، فقالوا ان انت الا ساحر .

النبي صلي الله عليه وسلم يعرض الاسلام علي القبائل : 

لما يئس عليه الصلاة والسلام من قريش ، وكان موسم الحج ، فراح صلي الله عليه وسلم يعرض الاسلام علي القبائل العربية ، ليجد من ينصره ويقوي بهم الاسلام ، وكان يتبعه عمه ابو لهب ليكذبه امام الناس ، انتقل عليه الصلاة والسلام بين القبائل ، وهم بين مكذب ومعرض و مستهذي ، حتي جاء قبيلة بني عامر من صعصعة ، فسأل عن سيدهم فدلوه عليه ،  وهو بحيرة بن فراس ، فدعاه الي الله عز وجل وعرض عليه الاسلام ، فقال بحيرة لقومة والله لو اخذت هذا الفتي من قريش لاكلت به العرب ، ثم قال للرسول عليه الصلاة والسلام ، ارايت ان نحن تابعناك علي امرك ، ثم اظهرك الله علي من خالفك ، ايكون لنا الامر من بعدك ؟ فقال صلي الله عليه وسلم : الامر لله يضعه حيث يشاء ، فقال افتهدف نحورنا للعرب دونك ، فاذا اظهرك الله كان الامر لغيرنا ، لا حاجة لنا بأمرك ، فرفضوا الاسلام.
الا ان مر صلي الله عليه وسلم بجماعة من الخزرج بالعقبة قيل اثنا عشر رجل فأخذ يحدثهم بأمر الاسلام ويتلو عليهم القران ، فإجتمعوا وقالوا والله ان هذا لهو الذي يهددكم به يهود ، فلا يسبقونكم اليه (كان يسكن يثرب ثلاث هم الاوس والخزرج و اليهود ، ولم يكن احدهم يستطيع السيطرة علي المدينة فكانوا يتنازعون علي ملك المدينة ، وكان اليهود يقولون لهم لقد اظلنا زمان نبي والله ان بعث لنتبعنه ولنذبحنكم ذبحا) ، فأسلم هؤلاء النفر من الخزرج وبدأ عليه الصلاة والسلام يعلمهم الاسلام والقرآن ، عندما رجعوا الي يثرب بدوا ينشورا الاسلام فتفشي الاسلام في يثرب.
في العام التالي ارسلوا اثنا عشر للنبي صلي الله عليه وسلم ولاقوه عند العقبة واسلموا علي يده واخبروه بإسلام اعداد كثيرة منهم (بيعة العقبة الاولي ) ، وطلبوا من الرسول صلي الله عليه وسلم ان يرسل معهم من يعلمهم الاسلام لان الاسلام بدأ ينتشر في المدنية ، فأرسل معهم مصعب بن عمير (لذلك سمي اول سفير في الاسلام ) فأنتشر الاسلام في المدينة كالنار في الهشيم.
جاء سيد دوس طفيل بن عمرو للحج فأستقبله سادات قريش (قبيلة دوس من اقوي القبائل العربية ) واخذوا يحذرونه من الاستماع الي محمد وانه ساحر وسوف يسحرك وانه يفرق بين المرء وزوجه فخوفوه حتي وضع القطن في اذنه ، وكان يطوف بالكعبة و النبي عليه الصلاة والسلام جالس عند الكعبة يقرأ القران ، وهو ينظر اليه ولكن لا يسمعه بسبب القطن في اذنه ، فأخذ يحدث نفسه فقال  انا من اذكي الناس وانا عالم بالغة وانا عالم بالشعر وشاعر وذو حكمة ، فنزع القطن وذهب للنبي عليه الصلاة والسلام وقال يا محمد حدثني ،  فأخذ صلي الله عليه وسلم يحدثه بالاسلام ويتلو عليه القران فوقع في قلبه الايمان وقال الشهادة واسلم ، وانتشر الخبر سيد دوس يسلم فجاءته قريش وهددوه فقال لهم والله لان مسيتموني لاتترككم دوس ، فتركوه وذهب للرسول صلي الله عليه وسلم وقال يارسول الله مرني ، فقال له ادع قومك للاسلام ، فظل يدعو ويدعو في دوس حتي اتي بدوس كلها مسلمة بعد الهجرة رضي الله عنه .
في السنة الاخيرة قبل الهجرة جاء جماعة من يثرب الي مكة للحج وكان من بينهم مسلمون فارسلوا رجلين منهم للنبي يتواعدون معه للقاء ، في اليوم التالي في العقبة التقي بهم عليه الصلاة والسلام وكانوا سبعين رجل و امراتان واعلنوا اسلامهم نطقوا الشهادة امامه صلي الله عليه وسلم ، فقالوا يا رسول الله نحن نريدك ان تأتي الينا فأشرط فقال : اذا اتيتكم فاني اشرط عليكم ان تمنعوني كما تمنعون نساؤكم و اطفالكم ، فقال سعد بن عبادة رضي الله عنه ومالنا ان فعلنا ذلك ، فقال لكم الجنة ، فقال سعد لا نقيل ولا نستقيل (وتمت بيعة العقبة الثانية، هذة المرة كانت علي الجهاد والقتال) .

الامر بالهجرة الي المدينة : 

ارسل مصعب بن عمير رسالة للنبي صلي الله عليه وسلم يقول فيها يا رسول الله اقبل علينا ، فوالله ما ظل بيت في المدينة الا ودخله الاسلام ، فأمر عليه الصلاة والسلام اصحابة بالهجرة (الهجرة هنا ليست كهجرة الحبشة ، في الحبشة كان اذن بالهجرة لمن تتضايق ، لكن هنا كان امر الزامي بالهجرة) ، فبدأت الهجرة وكان اول هاجر ابوسلمة ثم عامر بن ربيعة وزوجه ، ثم عبد الله بن جحش كلهم هاجروا سرا ، ثم هاجر عمر بن الخطاب علانية ، وتتابعت الهجرة كل المسلمين يهاجرون الا من امسكهم قومهم ، وجاء ابوبكر الصديق يستأذن النبي صلي الله عليه وسلم ليهاجر ، فقال له انتظر لعل الله ان يجعل لك صاحبا.
هاجر كل من استطاع الهجرة من المسلمين وبقي فقط النبي صلي الله عليه وسلم و ابوبكر الصديق وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهما.


تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق