القائمة الرئيسية

الصفحات

 

ادعاء طليحة الأسدي ومسيلمة الكذاب النبوة
خليفة رسول الله


عندما توفي صلي الله عليه وسلم ، والناس بين مكذب ومصدق وعمر بن الخطاب علي المنبر يقول ان رسول الله حي وقد رفعه الله اليه ثم سيرجع ومن يقول انه مات اضرب عنقه ، جاء ابو بكر ودخل علي الرسول صلي الله عليه وسلم في بيت ابنته عائشة فرآه مغطي فكشف وجهه فعلم انه مات ، ثم قبل بين عينيه وقال طبت حيا وميتا يا رسول الله ثم غطاه وخرج للناس.

صعد علي المنبر فخطب في الناس بعد ان حمد الله واثني عليه ثم صلي علي رسول الله ، ثم قال أيها الناس من كان يعبد محمدا فأن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فأن الله حي لا يموت ، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم عل أعقابكم ، هنا بدأ الناس يستوعبون الامر وان الرسول صلي الله عليه وسلم قد مات ، فثبت رضي الله عنه الناس  بإمانه وثباته .

توليه للخلافة رضي الله عنه :

قبل ان يدفن النبي صلي الله عليه وسلم ، اجتمع جماعة من الانصار في سقيفة بني ساعدة ليولوا الامر الي احد من الانصار وهو سعد بن عبادة  ، سمع ابوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف بالامر فتوجهوا اليهم ليخبروهم ان الامر ليس خاص فقط بالانصار فقال لهم ابو بكر  لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لو سلك الناس واديا ، وسلكت الأنصار واديا ، سلكت وادي الأنصار "ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد قريش ولاة هذا الامر فبر الناس تَبَعٌ لِبَرِّهِمْ وَفَاجِرُهُمْ تَبَعٌ لِفَاجِرِهِمْ قال فقال له سَعْدٌ صَدَقْتَ نَحْنُ الْوُزَرَاءُ وأنتم الامراء .
بعد المشاورات اجمع الحضور علي انه لا ينبغي لرجل ان يتقدم ابوبكر بعد رسول الله ، فقال عمر بن الخطاب ابسط يدك ابايعك يا ابا بكر فقفز بشير وهو احد الانصار مد يده وبايع ابو بكر ثم بايع عمر ثم اقبل الجميع يبايع واستقر الامر في الثقيفة.
في اليوم التالي خطب ابو بكر بالناس في المسجد 
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
"أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".

انتشار الردة :

لما انتشر خبر وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم في الجزيرة ، رجع بعض الناس عن اسلامهم ، و بقي بعضهم ومنع الزكاة ، وانتشرة الردة في كامل الجزيرة ولم يثبت علي الاسلام سوي المدينة ومكة والطائف وقلائل في انحاء الجزيرة.
امر الخليفة بتحرك جيش اسامة بن زيد الذي اعده النبي صلي الله عليه وسلم ، فجاء عمر الي الخلفية وقال له قد علمت ان العرب قد ارتدت علي اعقابها كفار فأبقي جيش اسامة حتي نحمي به المدينة فقال ابوبكر : والله لو علمت ان السباع تجر رجلي ما تركته ، ولا احل لواء عقده رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال له عمر الناس يطلبون ان تولي عليه احدا اقدم سنا واكثر خبرة ، فقفز ابو بكر ومسك عمر من لحيته وقال له ثكلتك امك يا ابن الخطاب استعمله رسول الله وتآمرني ان احله انا . بعد ذلك امر بأن يخرج جميع عسكر اسامة بالجرف ثم خطب فيهم وسار معهم حتي خرجوا الي الطريق ، ثم استأذن اسامة ان يدع له عمر يعينه في المدينة فأذن له.

وصيته رضي الله عنه لجيش اسامة :

ايا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإن أكلتم منها شيئاً بعد شئ فاذكروا اسم الله عليها. وتلقون أقواماً قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله، أفناكم الله بالطعن والطاعون.

حروب الردة :

ارتد العرب بين من رجع للشرك ومن اسقط بعض اركان الاسلام ، حتي ان القبائل بدأت تفكر في الهجوم علي المدينة ، لكن بعد خروج جيش اسامة احسوا بالخوف وقالوا ما اخرج الخليفة هؤلاء الا وله مثلهم واكثر بالمدينة ، فترددوا في الهجوم علي المدينة.
هنالك رجلان ادعيا النبوة منذ حياة النبي صلي الله عليه وسلام ، احدهما قتل في زمن النبي وهو الاسود العنزي ، والاخر مازال حي في عهد الخليفة ابوبكر وهو مسيلمة الكذاب وانتشر امره واصبح له اتباع بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم ، وكذلك ظهر من ادعي النبوة بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم وهما طليحة الاسدي ، وسجاح بنت الحارث وانتشر  امرهم واصبح لهم اتباع كمسيلمة.
ارتدت غطفان وارتدت بني سليم وطي وبني اسد ، ارتدت العرب جميعها ولم يبقي سوي المدينة ومكة و الطائف وفي مقولة ان البحرين بقيت ايضا علي الاسلام ، اتدت العرب واصبح المسلمون متفرقون .
جاء وفد من عبس وذبيان  الي المدينة تطالب الخليفة بالاعفاء من الزكاة ، اراد الصحابة ان يلينوا قليلا حتي يعود جيش اسامة لان المدينة بدون جيش الان  فيقوا به علي المرتدين لكن الخليفة رد الوفود وقال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونها الي رسول الله صلي الله عليه وسلم لقاتلتهم علي منعها . فقال له عمر بن الخطاب : كيف تُقبِلُ على قِتالِهم وإهدارِ دِمائِهم وهم يَشْهَدون أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وقد أَخْبَر صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن قالها فقد عَصَم دمَه ومالَه إلَّا بحقه ، وحِسابُه بعْدَ ذلك على الله فقال له أبو بكرٍ رَضيَ اللهُ عنه: الا بحقه ياعمر ( واللهِ لَأُقاتِلَنَّ مَن فرَّق بيْنَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ؛ فإنَّ الزكاةَ حَقُّ المالِ).
بعد ان خرج الوفد طلب الخليفة علي بن ابي طالب والزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله وعبد الله بن مسعود وباقي اهل المدينة للحضور الي المسجد ، وقال لهم ان المدينة خاوية واني قد رأيت الغدر في عيونهم فلا تدرون أليل  تؤتون؟ ام نهارا فأستعدوا واعدوا ، وقسم الناس علي اربع فرق يرأسهم علي والزبير وطلحة ومسعود لحراسة المدينة.

قتال عبس وذبيان :

بعد ثلاث ايام جاءت العيون بالاخبار ان عبس وذبيان تحركوا للهجوم علي المدينة وانهم خيموا علي مسير يوم فقط من المدينة.
جهز ابوبكر الجيش واراد الهجوم بنفسه ، فجاءه علي وامسك براحلته وقال له : اقول لك كما قال لك رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم احد ، اغمد سيفك لا تفجعنا بنفسك وارجع الي المدينة فوالله لان اصبنا بك لايكون بعدك للاسلام نظام ابدا ، فقال ابوبكر لا والله لا افعل ولاواسينكم بنفسي فخرج علي رأس الجيش.
هجم جيش المسلمين علي عبس وزبيان وهم لايتوقعون ذلك فقتل منهم وفروا ولحقوهم الي الجبال وقتلوا منهم  وفروا وتمزق جيش عبس وذبيان وغنم منه المسلمين.

بعد هزيمة عبس وذبيان انخلع المرتدين ، ولم يهجم احد علي المدينة حتي عاد جيش اسامة بالنصر.

تجهيز جيوش حرب الردة :

بعد عودة جيش اسامة امر الخليفة كل مسلم في ارجاء  الجزيرة العربية بالقدوم الي المدينة ليبدأ قتال الردة .
جهز اول جيش بقيادة خالد بن الوليد وامره ان يتوجه لقتال طليحة الاسدي ، فإذا انتهي منه يتوجه الي مالك بن نويرة.
جهز جيش ثاني بقيادة عكرمة بن ابي جهل وامره ان يذهب الي اليمامة الي مسيلمة الكذاب وامره الا يبدأ بقتاله حتي يأتيه المدد.
جهز جيش ثالث بقيادة شرحبيل بن حسنة و وجهه لمساندة عكرمة 
لخطورة مسيلمة.
ثم جهز جيش بقيادة المهاجر بن ابي امية و وجهه الي من بقي علي دين العنزي في اليمن ثم اذا انتهي الي كندة .
ثم جهز حذيفة بن محصن و وجهه الي اهل ذيبا .
ثم جهز عرفجة بن هرثمة و وجهه الي حضرموت وامره هو وحذيفة من ينتهي اولا يساعد الاخر.
وحرك سويد بن مقرن و وجهه الي تهامة ، ثم حرك العلاء بن الحضرمي الي البحرين.
وحرك طريفة بن حاجز و وجهه الي بني سليم ومن معهم من بني هوازن، وحرك عمرو بن العاص الي قضاعة .
وحرك خالد بن سعيد بن العاص الي مشارف الشام .

حرك الخليفة احد عشر جيشا ، جيش تلو الجيش للحفاظ علي دين الله تعالي ، وكتب الكتب الي امراء الجيوش  يخبرهم ان يدعوا الناس اولا الي الاسلام قبل قتالهم فأن ابوا قاتلوهم  ولا تقبلوا منهم شئ الا الاسلام.

ثم ارسل الخليفة كتاب لكافةالجزيرة يدعوهم الي الهداية واتباع الله ورسوله و  يخبرهم انه ارسل جيوش وانهم لن يقاتلوهم حتي يدوعنهم الي داعي الله هو الاذلن فمن بقي الي اسلامه يرد عليهم بداعي الله اي يرد علي الاذان ويحفظ نفسه وماله .

قتال طليحة الاسدي :

تحرك خالد بن الوليد نحو طليحة ، وكان في جيش خالد عدي بن حاتم الطائي وكانت طئ قد اضمت الي طليحة فطلب عدي من خالد ان يذهب ويكلم قومه فأذن له ، فذهب الي قومة فظل يعظهم ويخوفهم حتي عادوا الي دين الله وتركوا طليحة وانضموا الي جيش خالد ، فتزحزح امر طليحة .
تحرك خالد نحو طليحة وامر بالهجوم وبدأ قتال عظيم وعنيف وبدأت الهزيمة تظهر علي جيش طليحة ، كان طليحة اعد دابتين له ول زوجته وعندما احس بالهزيمة هرب هو و زوجتة نحو الشام وترك الجيش بدون قائد فهزموا شر هزيمة و تم القضاء علي خطر طليحة.
ثم تحرك خالد الي غطفان وكانت تقوده امراة تسمي سلمي فهجم عليهم خالد وحدث قتال كبير و قتل من غطفان مقتلة عظيمة وقتلت سلمي وهزموا .
بعد ان رأت بني عامر ماحدث لبني اسد وبني غطفان جاؤا الي خالد واعلنوا رجوعهم الي الاسلام وتوبتهم فقبل منهم.

قتال بني سليم : 

جاء الفجاءة بن عبد ياليل الي الخليفة ابوبكر وطلب منه ان يعينه علي قتال من ارتد من قومه بني سليم فأعطاه الخليفة وامره علي جيش صغير ، فلما رجع الفجاءة ارتد وشن الغارة علي المسلمين ، لما وصلت الاخبار الي أبوبكر ارسل الي طريفة بن حاجز وامره بالذهاب اليه ، فذهب اليه طريفة وقاتله وهزمة وهرب الفجاءة ولحقوه وقبضوه ثم ارسل الي الخليفة اسيرا فأمر ابوبكر بقتله ، لما رأت بني سليم هذا الامر عادت الي الاسلام .

قتال تميم :

تعد تميم من اكبر القبائل العربية وبعد وفاة النبي انقسمت الي قسمين قسم ظل علي الاسلام وقسم ارتد علي رأسهم مالك بن نويرة ، وكانوا يتقاتلون فيما بينهم ، في هذه الاثناء كانت هناك امراة من تغلب تسمي سجاح ادعت النبوة وكان حولها ابناء قليلتها و اوباش العرب وارادت ان تهجم علي المدينة وفي طريقها وصلت الي تميم ، وأعانت مالك بن نويرة علي مسلمي قومه ، واستمرت في طريقها الي المدينة فهاجمها مسلمو تميم ، فرأت ان الطريق الي المدينة طويل وسيستمر المسلمون في الهجوم عليها ، فقررت الهجوم علي مسيلمة في اليمامة.
وصل خالد بن الوليد الي ديار بني تميم ، خاف مالك من المواجهة فقال لقومة لا تواجهوا خالد وتفرقوا ، قسم خالد جيشه وامر بملاحقتهم فأسروهم ، وامر بقتلهم.
وصل الخبر الي المدينة فطلب  عمر بن الخطاب من ابوبكر ان يقتص من خالد ، فرفض وقال تأول واخطأ فأرفع لسانك عن خالد ، قال اذا فأعزله فقال اني لا اغمد سيفا سله الله علي الكافرين.

قتال مسيلمة الكذاب :

كان ابوبكر قد ارسل عكرمة بن ابوجهل الي مسيلمة باليمامة وامره الا يقاتله حتي يمده ويأمره ، ثم سير علي اثره شرحبيل بن حسنة .
لم ينتظر عكرمة وهجم علي مسيلمة وكان جيش مسيلمة كبير جدا حتي قيل ان معه اربعين الف وهزم عكرمة علي يد مسيلمة فإنسحب ، لما علم ابوبكر بالامر غضب منه وامره الا يرجع لمثل هذا يقال انه ارسله الي اليمن ويقال جعله ينتظر قدوم الجيش الاخر.
ارسل ابوبكر لخالد بن الوليد وامره ان يتحرك الي اليمامة لقتال مسيلمة وامده بمدد من المهاجرين والانصار وجيشي شرحبيل وعكرمة ، فوصل جيش خالد الي اثنا عشر الف.
في هذه الاثناء سجاح كانت في طريقها الي اليمامة فراسلها مسيلمة واتفق معها فتزوجها واعطاها نصف ثمار اليمامة فرجعت عنه.
تجهز مسيلمة لقتال خالد وعسكر خارج اليمامة في اريافها ، وسار خالد حتي وصل الي معسكر مسيلمة.
التحم الجيشان وبدأ قتال عظيم حتي قيل لم يرا المسلمون قتال اشد عليهم من قتال اليمامة ، وصمد بني حنيفة حتي كاد يهزم المسلمين ، تجمع المسلمين وبدأ نداء ومحمدا فأستبسل جيش المسلمين واستطاعوا ان يصدوا جيش مسيلمة، فتنادوا بني حنيفة وهجموا علي المسلمين مرة اخري فتراجعوا  حتي وصلوا الي معسكره وكان النداء هذه المرة ياللانصار فتجمع الانصار وقاتلوا بضراوة واستطاع المسلمون ان يصدوا هجوم جيش مسيلمة مرة اخري ، وهاجم المرتدين من بني حنيفة مرة اخري وضغطوا علي المسلمين حتي كادت الهزيمة تلحق بهم وصار النداء هذه المرة يا اهل القران زينوا القران بالفعال ، فتجمع الف من حفظة القران وهجموا هجمة رجل واحد وبدأ القتال يشتد وكثر القتل من الطرفين قتل من المسلمين خمسمائة كلهم من حفظت القران ، وهجم خالد هجوم كاسح مع حفظت القران وقتل نهار وزير مسيلمة ، فأنسحب جيش مسيلمة الي حديقة واغلقوا بابها ومنهم من قتل اثناء الفرار ومنهم من فر الي الصحراء ، واقتحم المسلمين الحديقة وكثر فيها القتل حتي سميت حديقة الموت وقتل مسيلمة وهزمت بني حنيفة ، قتل من بني حنيفة واحد وعشرون الف واستشهد من المسلمين الف و فر الباقون واسر منهم.

وبدأ جيش المسلمين يتجهز لفتح حصون اليمامة ، وتم الصلح علي ربع ثروات اليمامة وبدأ اهلها يرجعون للاسلام ، وارسل خالد وفد منهم يعلنون اسلامهم للخليفة فعفي عنهم وقبل منهم.







تعليقات