القائمة الرئيسية

الصفحات

 

معركة اليرموك و وفاة ابوبكر الصديق


الحرب مع الروم (فتوحات الشام) :

اثناء فتوحات العراق والحرب مع الفرس ارسل الخليفة ابوبكر الصديق رضي الله عنه جيش بقيادة خالد بن سعيد بن العاص الي جنوب الشام وامره ان يخيم في منطقة تيماء حتي يكون حماية للمسلمين من اي جيش يأتي من الشام فيقوم بتأخيره حتي يتجهز المسلمون ، وامره الا يفارقها الي بأمره والا يقاتل الي من يقاتله.
علم هرقل بأمر هذا الجيش فأمر العرب التابعين للروم من قبائل لخم وجذام وكلب وغسان ان يجهزوا جيشا ويهاجموا خالد بن سعيد ، علم خالد بن سعيد بالامر فهاجمهم في ديارهم وهزمهم ، وارسل للخليفه يعلمه بالامر وانه لو لم يهاجمهم لتجمعوا وهجموا عليه ، فوافقه الخليفة واثني عليه وامره بالاقدام ، فأرسل هرقل جيش رومي  بقيادة ماهان فهزمة خالد بن سعيد.
بدأ هرقل يشعر بالخطر فقد علم بفتوحات المسلمين في العراق  فبدأ بتجهيز جيوش عظيمة ، علم الخليفة ابوبكر بالامر فأخذ يجمع جيوشه المنشرة في الجزيرة ، فجهز ابوبكر الصديق رضي الله عنه اربعة جيوش لفتح الشام :

الجيش الاول بقيادة عمرو بن العاص وجهه نحو فلسطين .
الجيش الثاني بقيادة شرحبيل بن حسنة وجهه الي الاردن .
الجيش الثالث بقيادة يزيد بن ابي سفيان وجهه الي البلقاء .
الجيش الرابع بقيادة ابوعبيدة عامر بن الجراح وجهه الي حمص .

خرجت الجيوش وكان ابوبكر الصديق يودعهم بنفسه ماشيا و يوصي امراء الجيوش و الجنود ويعظهم ويحثهم علي الثبات وكيفية التعامل مع الاعداء وعدم الغدر واحترام رسل الاعداء .

وصية الخليفة ليزيد بن ابي سفيان :

إني وليتك لأبلوك وأجربك وأخرجك فإن أحسنت رددتك إلى عملك وزدتك وإن أسأت عزلتك فعليك بتقوى الله فإنه يرى من باطنك مثل الذي من ظاهرك وإن أولى الناس بالله أشدهم توليا له وأقرب الناس من الله أشدهم تقربا إليه بعمله وقد وليتك عمل خالد فإياك وعبية الجاهلية فإن الله يبغضها ويبغض أهلها وإذا قدمت على جندك فأحسن صحبتهم وابدأهم بالخير وعدهم إياه وإذا وعظتهم فأوجز فإن كثير الكلام ينسي بعضه بعضا وأصلح نفسك يصلح لك الناس وصل الصلوات لأوقاتها بإتمام ركوعها وسجودها والتخشع فيها وإذا قدم عليك رسل عدوك فأكرمهم وأقلل لبثهم حتى يخرجوا من عسكرك وهم جاهلون به ولا ترينهم فيروا خيلك ويعلموا علمك وأنزلهم في ثروة عسكرك وامنع من قبلك من محادثتهم وكن أنت المتولي لكلامهم ولا تجعل سرك لعلانيتك فيختلط أمرك وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة ولا تخزن عن المشير خبرك فتؤتى من قبل نفسك واسمر بالليل في أصحابك تأتك الأخبار وتنكشف عنك الأستار وأكثر حرسك وبددهم في عسكرك وأكثر مفاجأتهم في محارسهم بغير علم منهم بك فمن وجدته غفل عن حرسه فأحسن أدبه وعاقبه في غير إفراط وأعقب بينهم بالليل واجعل النوبة الأولى أطول من الأخيرة فإنهما أيسرهما لقربهما من النهار ولا تخف من عقوبة المستحق ولا تلجن فيها ولا تسرع إليها ولا تخذلها مدفعا ولا تغفل عن أهل عسكرك فتفسدهم ولا تتجسس عليهم فتفضحهم ولا تكشف الناس عن أسرارهم واكتف بعلانيتهم . ولا تجالس العباثين وجالس أهل الصدق والوفاء وأصدق اللقاء ولا تجبن فيجبن الناس . واجتنب الغلول ( الخيانة في المغنم ) فإنه يقر بالفقر ويدفع النصر وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعهم وما حبسوا أنفسهم له .

خرجت الجيوش في طريقها الي الشام ، علم هرقل بالامر فأجتمع بكبار الغساوسة وقادة الجيوش ، وكان هرقل عالما بالكتب السماوية ويعلم ان الاسلام دين حق وان محمد صلي الله عليه وسلم رسول ، فقال فقال لهم نصالح المسلمين علي نصف الشام فيبقي لنا نصف الشام والروم خير من قتالهم فيأخذون الشام ونصف الروم ، فرفضوا وقرروا قتال المسلمين.


امر هرقل بتجميع جيوش الروم في جيش واحد فتجمع جيش عظيم قوامة اكثر من مائتي الف وقيل خمسمائة الف وتحرك نحو وادي اليرموك وعسكر فيها وحفروا خندقا عظيما ، وكانت جيوش المسلمين مقسمة علي اربعة الوية لم يستطع احدها مواجهة الروم ، وبقي الامر هكذا لثلاث اشهر ، في هذه الاثناء ارسل الخليفة رضي الله عنه الي خالد بن الوليد يأمره بترك نصف الجيش مع المثني بن الحارث في العراق و بالتحرك بالنصف الاخر من الحيرة الي الشام لمساعدة جيوش المسلمين.

رأي خالد بن الوليد ان رحلته من العراق الي الشام بالطريق المعروف ستستغرق شهرا كاملا ، وكان لابد من الوصول بسرعة فسأل عن طريق اخر اقصر وغير معروف فدله دليل علي طريق ولكنهوعر و ليس به ماء فوجد حيلة للماء ، فسار جيش خالد في طريقٍ وعرة لم يسلُكها أحدٌ قبله، وهي طريق قراقر ، عين التمر ، سُوى ، ارك ، تدمر ، القريتين ، الغوطة ، بُصرى. ويتمَّيز هذا الطريق بأنَّهُ خالٍ من قلاع الفُرس والروم ومسالِحهم، ويصل بِسالكه إلى بُصرى دون أن يتعرَّض لِهجمات العدوّ فوصل بجيشه في خمسة ايام وقيل ثمانية.

معركة اليرموك الثالث عشر من الهجرة :

ارسل خالد بن الوليد وهو في الطىيق  الي قادة الجيوش الاربعة ليتجمعوا في جيش واحدة فهذا الجيش العظيم لابد ان يواجه مرة واحدة في معركة حاسمة واخبرهم ان الخليفة ابوبكر جعله قائدا للجيش فتجمعوا وانضم اليه خالد واصبح جيش واحد قوامه ست وثلاثون الف مقاتل في مواجه جيش الروم المكون من اكثر من مائتي الف مقاتل.
طلب ماهان قائد الروم لقاء خالد ، وقال له : يا خالد قد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع فإن شئتم أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاما وترجعون إلى بلادكم , وفي العام القادم أبعث إليكم بمثله . فقال خالد  إنه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت , ولكننا قوم نشرب الدماء , وقد علمنا أنْ لا دم أشهى وأطيب من دم الروم فجئنا لذلك.
اصطف الجيشان وبدأ القتال العظيم وهجم الروم علي المسلمين والمسلمين يصمدوا امام هجوم المسلمين واستمر القتال لايام ، اثناء القتال جاءت رسالة من المدينة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخبرهم ان ابوبكر الصديق رضي الله عنه قد توفي وانه اصبح الخليفة ، وانه يعزل خالد بن الوليد من قيادة الجيش ، وتولي ابوعبيدة عامر بن الجراح قيادة الجيش ، تقبل القائدان الامر ، وفوض ابوعبيدة خالد للتصرف في الامر فهو يعلم كفاءته العسكرية.
اثنا القتال  أمر خالد بن الوليد مُجنبتا قلب الجيش بقيادة عكرمة بن ابي جهل والقعقاع بن عمرو  بالهُجوم، فاخترق الزبير بن العوام صُفوف الروم مرتين، ثُمَّ حملت ميسرة الروم على ميمنة المُسلمين فانهزم عمرو بن العاص وانكشف شُرحبيل بن حسنة وأصحابه، فحاول البعض منهم الفرار، ونادى عكرمة بن أبي جهل يُبايعُ على الموت فلحق به عمُّه الحارث بن هشام وضرار بن الازور في أربعمائة من الجُنود المُسلمين يُقاتلون حتّى الموت أمام فسطاط خالد بن الوليد، فقُتل مُعظمهم.  ثُمَّ حمل خالد بن الوليد على ميسرة الروم ففرَّق شملهم، وانضمَّ إليه القائدُ الأرمنيّ جُرجة مُعلنًا إسلامه. ثُمَّ كرَّ الروم على المُسلمين فتصدّى لهم خالد ومعهُ جُرجة الذي قُتل، فتراجع الروم. فزحف خالد بِقلب الجيش مُخترقًا صُفوف البيزنطيين ففرَّت الخيَّالة منهم تاركين المُشاة أمام الجيش الإسلامي، واقتحم خالد عليهم خندقهم، فتراجع الروم تحت جُنح الظلام إلى سهل الواقوصة حيثُ أمعن المُسلمون فيهم قتلًا حتَّى هُزموا. وقُتل من الروم في هذه المعركة حوالي الستين ألفًا، وقُدِّرت خسائر المُسلمين بِثلاثة آلاف شهيد واستشهد عدد من الصحابة الابطال والفدائيين.
كانت هذه هزيمة ساحقة للروم فهذا جيشهم الرئيسي واكبر قوة لهم .

وفاة الخليفة ابوبكر الصديق رضي الله عنه :

في جمادي الثاني الثالث عشر من الهجرة مرض ابوبكر مرضا شديدا ، فجمع الناس وقال لهم : نه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا ميتاً لما بي، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم أمركم، فأمِّروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمَّرتم في حياة مني كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي ، فقالوا له رأينا رأيك يا خليفة رسول الله فقال لهم : فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده ، ثم كتب عهد نصه (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجاً منها، وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها، حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب، إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا، وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيراً، فإن عَدَلَ فذلك ظني به وعلمي فيه، وإن بَدّلَ فلكل امرئ ما اكتسب، والخير أردت ولا أعلم الغيب: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
استمر مرضه خمسة عشر يوما ، حتي توفي في يوم الاثنين ليلة الثلاثاء الثاني والعشرون من جمادي الثاني ، ودفن بجانب النبي صلي الله عليه وسلم .
و لم تر المدينة يوما اشد باكية منذ وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم اكثر من ذلك المساء.

من مآثر ابوبكر الصديق رضي الله عنه :

كان سباقا للخير وورعا ، زاهد في الدنيا ، يجاهد بنفسه وماله ولسانه ، تصدق بكل ماله في الاسلام ، كان من احب الناس للنبي صلي الله عليه وسلم ، حارب الردة ، وجمع القرآن ، وبدأ فتوحات العراق والشام.
_نزل فيه قوله تعالي :《إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ》 في هجرة مع النبي صلي الله عليه وسلم.

_عندما اعتق بلال قال الناس انه اعتقه لان بلال له فضل عليه فنزل فيه قوله تعالي :《وَما لاِءَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى》
_قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَأَرَانِي بَابَ الْجَنَّةِ الَّذِي تَدْخُلُ مِنْهُ أُمَّتِي " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَدِدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنِّي كُنْتُ مَعَكَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَا إِنَّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي'' .
-قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَن أصبح منكم اليوم صائمًا؟، قال أبو بكر: أنا، قال: فمَن تَبِعَ منكم اليوم جنازة؟، قال أبو بكر: أنا، قال: فمَن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟، قال أبو بكر: أنا، قال: فمَن عاد منكم اليوم مريضًا؟، قال أبو بكر: أنا، فقال صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعْنَ في امرئ إلا دخل الجنَّة).




تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق