القائمة الرئيسية

الصفحات

 

سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم
السيرة النبوية الشريفة



زواجه صلي الله عليه وسلم :

كانت السيدة خديجة بنت خويلد وهي من بني عبد العزة بن قصي بن كلاب، فكانت ذات شرف ونسب وكانت غنية جدا، حتي قيل ان تجارتها كانت تعدل كل تجارة قريش،فكانت امراة لاتستطيع التجارة وحدها فكانت تقسم اموالها وتجارتها بين الناس مقابل اجرة مقطوعة او نسبة من الربح، فكانت تبحث عن الامناء حتي لا تغش في اموالها.
سمعت خديجة عن محمد عليه الصلاة والسلام وعن شهرته بالصدق والامانة، فدعته وطلبت منه ان يأخذ جزء من تجارتها ويذهب به الي الشام فوافق عليه الصلاة والسلام واخذ التجارة فذهبه معه ميسره(ميسره كان عبدا لخديجة).
في الطريق الي الشام ميسره يراي اشياء عجيبة، فكان محمد صلي الله عليه وسلم يعامله في منتهي اللطف والخلق فهو عبد وكان الناس يعامل العبيد بقسوة فأعجب بخلقة، ثم راي انهم وهم سائرون في الطريق لا شمس عليهم فكانت هناك سحابه فوقهم تتبعهم وتظلهم، وفي الطريق نزلوا عند دير كان به راهب فلما نزلوا جلس النبي عليه الصلاة والسلام تحت شجرة فراؤا ان اغصاناها بدأت تنزل حتي تظله، فسأل الراهب ميسره عنه صلي الله عليه وسلم وعن نسبه و احوالة، فتعجب ميسره وقال له لم تسأل، فقال له أرايت هذه الشجر قال والله ما نزل تحت هذه الشجرة احد قط الي نبي.
فوصلوا الي الشام فكان عليه الصلاة والسلام ذو خلق في التعامل مع الناس فباع بضاعته بسرع، وكان تجار مكة يبيعون بضاعتهم ثم يعودوا ، ولكنه عليه الصلاة والسلام اشتري بثمن بضاعته بضاعة من الشام ثم عاد بها الي مكة فباعها بمكة فكان الربح مرتان، كان افضل ربح جاء الي السيده خدبجة منه عليه الصلاة والسلام، بالاضافة الي امانته وثناء الناس عليه، ففرحت به فرحا شديدا وسرت له.
جلست السيدة خديجة الي ميسره تسأله عن احوال محمد عليه الصلاة والسلام، فحكي لها قصته في الرحلة واخلاقه والغمامة التي تتبعه وكلام الراهب عنه وتعامله مع التجار، فأعجبت به خديجة اعجابا شديدا وكان عمره عليه الصلاة والسلام انذاك خمس وعشرون سنة، وكان عمر خديجة اربعون سنة وكانت ارملة، ومن شدة اعجابها به ارادت ان تتزوجه، وكانت قبله ترد الخطاب من سادات مكة(فهي كانت غنية وجميلة وشريفة وذات حسب فتجمع بها كل شي)، فأرسلت خاطبة اسمها نفيسة.
تم الزواج وكان مهرها رضي الله عنها عشرين من البعير فكان اعظم زواج واشرف زواج واستمر زواجه صلي الله عليه وسلم خمس وعشرين سنة، ولم يتزوج عليها الي ان ماتت، ورزق منها الاولاد الذكور ماعدا ابراهيم، ورزق منها بالبنات فكان كل بناته واولاده  من خديجة الا ابراهيم.
كانت خديجة غنية فواسته بمالها فاصبح يتاجر بمالها، فجرب عليه الصلاة والسلام كل احوال الناس فجرب الفقر في اشد احواله وجرب الغني في احسن احواله، واستمر زواجه عليه الصلاة والسلام بها قبل البعثة خمسة عشر عام.

تجديد بناء الكعبة :

كان قد اصاب الكعبة ضرر وتخلخل البناء حتي كادت تسقط، وهنالك روايتين في سبب هذا الاولي انه بسبب السيول والاخري انه كانت هناك امراة تجمر الكعبة فتطاير منها شرار فأحترق الملائل  في الكعبة واحترقت الكعبة فتخلل البناء.
اتفق سادات مكة علي اعادة ترميم الكعبة، واتفوا علي انه بيت مقدس فلا يتم بنائه الا بمال طاهر (الا يكون مال من بغاء ولا يكون من ظلم الناس ولا يكون مال ربا) فجمعوا الاموال ولكن الاموال الطاهرة كانت قليلة فأجمعوا علي انه من الافضل ان يتم البناء ناقص علي ان يتم بمال غير طاهر.
فبدأ البناء الي ان وصلوا الي حجر الزاوية(الحجر الاسود) فأراد الكل ان ينأل شرف وضعه، فأختلفوا حتي كادوا يقتتلوا، فتدخل رجل حكيم، فقال فيما تفنوا انفسكم، فأتفقوا علي التحكيم، فقال لهم تحكموا اول شخص يخرج من باب شيبة، فأتي النبي عليه الصلاة والسلام من باب شيبة، فقالوا الصادق الامين رضينا رضينا.
فلما علم عليه الصلاة والسلام بآمر النزاع والخلاف بينهم، خلع ثوبه الشريف ووضعه علي الارض وحمل الحجر الاسود بيديه ووضعه علي الثوب ثم نادي جميع سادات قبائل مكة فحملوا الثوب حتي وصلوا موضع البناء فحمله النبي عليه الصلاة والسلام ووضعه بيديه الشريفتين(فكان عليه الصلاة والسلام هو من وضع الحجر الاسود في مكانه).

حب التعبد والتحنث عنده صلي الله عليه وسلم :

في السنين الاخيرة قبل البعثة حبب الي الني صلي الله عليه وسلم التعبد ، فكان يخرج كل عام الي غار حراء (هو غار  في اعلي الجبل صغير لايسع سوي شخصين وبه فتحة تنظر من خلالها الي الكعبة) فكان عليه الصلاة والسلام يجلس فيه وينظر للكعبة ويتعبد ، كان يخرج ايام من كل عام وكان يحب ان يخرج في شهر رمضان الي العام الذي قبل البعثة مكث فيه الني عليه الصلاة والسلام شهرا كاملا ، كان في السنة الاخيرة قبل البعثة وهو في طريقة الي حراء يسمع صوت يناديه السلام عليك يا رسول الله ، فيتلفت فلا يجد احد (يخبره جبريل بعد البعثة انها كانت الحجر والشجر يسلمون عليك).
وكان عليه الصلاة والسلام لا يري رؤيا الا وتتحق كما راءها (الرؤية الصادقة من علمات النبوة).

بعثته صلي الله عليه وسلم :

الرآي الارجح انه في السابع والعشرين من رمضان، كان النبي صلي الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء بينما هو جالس في الغار اذ برجل يلبس الابيض من الثياب (جاءه جبريل عليه السلام في صورة رجل) ويحمل اناء من ديباج وفيه كتاب يظهر له فجاءة ففزع عليه الصلاة والسلام، وتقدم الرجل نحوه وقال يامحمد اقرأ ومد له الكتاب ، فقال عليه الصلاة والسلام ما انا بقارئ(اي لا اعرف الكتابة والقراءة  فلو كان يجيد القراءة والكتابة لطعنوا فيه وقالوا انت من الف هذا القرآن) فضمه ضمة حتي احس ان روحه ستطلع منه ، فزاد خوفه عليه الصلاة والسلام فقال جبريل  يامحمد اقرأ ، فقال ما انا بقارئ فضمه ضمة كالاولي فقال يا محمد اقرأ ، فقال ما انا بقارئ ، فضمه ضمة ثالث ، فقال مرة ثالثة يا محمد اقرأ ، فقال عليه الصلاة والسلام ما اقرأ (اي ماذا اقرأ) ، فقال جبريل عليه السلام : 《اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم》 (وهذه كانت اول الايات التي انزلت عليه عليه الصلاة والسلام) فلما قرأ النبي صلي الله عليه وسلم هذه الايات اختفي جبريل ، فخاف عليه الصلاة والسلام خوفا شديدا ، واخذ يجري في طريقه الي مكة وفي الطريق سمع صوتا ينادي من السماء يقول يامحمد فرفع عليه الصلاة والسلام رأسه ليري فاذا بجبريل جالس علي عرش في الهواء له ستمائة جناح وكان يجلس علي عرش في الهواء يملأ ما بين المشرق والمغرب فما التفت عليه الصلاة السلام الي مكان الا يراه وجبريل ينادي يا محمد انت رسول الله وانا جبريل يا محمد انت رسول الله وانا جبريل والنبي عليه الصلاة والسلام واقف في مكانه من شدة خوفه ولا يتحرك فقد وصف الله تعالي هذا المشهد في كتابه فقال تعالي :《وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)》(و شديد القوى هو جبريل عليه السلام، فهو سيد الملائكة وهو اقواهم) الانسان العادي لا يتحمل رؤية الملاك بصورته الحقيقية لذلك فجبريل عليه السلام لم يأتي للنبي عليه الصلاة والسلام بشكله الحقيقي سوي مرتين هذه المره الاولي والثانية عند الاسراء والمعراج، فالنبي عليه الصلاة والسلام  من شدة خوفه تسمر في مكانه ولم يستطع الحراك وكلما التفت الي مكان يجده امامه فظل فتره علي هذه الحال حتي ذهب جبريل ، فأنطلق النبي فورا فزعا الي بيته رأته السيده خديجة فعرفت انه فزع كان يرجف من شدة الفزع ويقول زملوني دثروني فغطته خديجة حتي هدأ عليه الصلاة والسلام ، فسألته فحكي لها فقالت له لعلك خائف من ان يكون اصابك شئ (اي مسك جن ) فقال عليه الصلاة والسلام نعم ، فقالت لا والله فأنك تصل الرحم وتعين الضعيف وتمنع المكروه ثم تركته حتي يهدأ.
اخذت السيدة خديجة النبي صل الله عليه وسلم الي ابن عمها ورقة بن نوفل وكان نصرانيا ودرس الكتب السماوية وكان يعلم ان هذا زمان نبي وكان عارف باحوال الانبياء ، فحكوا له ما حدث وهو يسمع ومتعجب فقال الله اكبر والله لقد جاءك الناموس الاكبر الذي كان ينزل علي موسي (الناموس الاكبر يقصد جبريل ومن اسمائه الروح القدس او الروح) فقال شيئا عجيبا قال : ياليتني كنت فيها جذعا فانصرك نصرا عزيزا حينما يخرجك قومك ، فتعجب الني صلي الله عليه وسلم وقال امخرجي هم ؟ فقال له ورقة والله ماجاء احدا بمثل ما جئت به حتي اوذي (يعلمه ورقة مذهب واحوال النبؤة).
النبي صلي الله عليه وسلم بهذا الوحي قد نبي لكنه لم يؤمر بالرسالة بعد (الفرق بين النبي والرسول ان النبي يأتيه الوحي لكنه لا يؤمر بالتبليغ ، اما الرسول فيؤمر بتبليغ الرسالة) فالنبي عليه الصلاة والسلام بعد ان جاءه الوحي باقرأ قد صار نبيا لكنه لم يؤمر بالرسالة بعد.

تعليقات