القائمة الرئيسية

الصفحات

 

محمد صلي الله عليه وسلم
السيرة النبوية

ابويه صلي الله عليه وسلم :

ابيه هو عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب حتي اسماعيل عليه السلام. 
كان عبد المطلب جد الرسول عليه الصلاة والسلام قد نذر ان جاءه عشرة من الابناء سيذبح احدهم فلما ولد له ابنه العاشر عبد الله ابو النبي عليه الصلاة والسلام و كبر قليلا اراد عبد المطلب ان يوفي بنذره فضربت القرعة علي ابناءه فوقعت علي عبد الله وكان احبهم اليه وله مكانة في قلبه فضربت مرة اخري فوقعت علي عبد الله مره اخري وضربت ثالثه وايضا وقعت علي عبد الله، فلما اراد عبد المطلب تنفيذ نذره تجمع اهل مكه ومنعوه خوفا علي ان تصبح سنة بعده فهو سيدهم، وذهبوا الي الكاهن ليجد لهم مخرج، فقال كم دية الرجل فقالوا عشر من الابل، فقال تضرب القرعة علي عبد الله وعشرة من الابل فان لم يخرج سهم عبد الله تضرب علي عشرون من الابل وهكذا، فضربت القرعة حتي وصلت الي مئه من الابل ثم خرج سهم عبد الله، فذبحت الابل ونجا عبد الله، كان صلي الله عليه وسلم يقول 《انا ابن الذبيحين》 (عبد الله واسماعيل وكلاهما نجاهم الله》.
فلما كبر عبد الله زوجه ابيه من امنة بنت وهب وهي ايضا من بني عبد مناف وتلتقي معه في سلالة قصي بن كلاب ومن سلالة اسماعيل عليه السلام لذلك كان صلي الله عليه وسلم من اشرف الناس نسبا.
حملت امنة بنت وهب وبعد اشهر من حملها مات عبد الله ابو النبي عليه الصلاة والسلام (النبي صلي الله عليه وسلم تيتم قبل ان يولد).

مولده صلي الله عليه وسلم :

حملت به امه حملا بلا مشقة وبدون كرب وتعب و لما حانت ولادته صلي الله عليه وسلم، رأت امه رؤيا في المنام، انها تلد غلاما ويخرج معه نور يملأ الارض حتي يصل بصره في شمال العراق، ورأت انها تقول اعوذ بالله الواحد من شر كل حاسد.
في يوم الاثنين اثنا عشر في ربيع الاول علي ارجح الاقوال من عام الفيل ولد المصطفي صلي الله عليه وسلم.
يقول حسان بن ثابت (شاعر الرسول عليه الصلاة والسلام) كنت في يثرب وانا ابن سبعة سنين في يوم مولد الرسول عليه الصلاة والسلام وكنت عند يهود واذا براهب من رهبان اليهود صاعد علي قلعقة من قلاعهم وينادي يامعشر يهود قد ظهر اليوم نجم احمد الذي لا يظهر الا بخروجه (نجم لا يخرج الا بخروج اخر الانبياء) .
لما ولد عليه الصلاة والسلام نزل معتمدا علي يديه ورفع رأسه الي السماء، و ولد مختونا، و ولد مسرورا (مقطوع الحبل السري)، لما بشر عبد المطلب به واخبر عن طريقة ولادته فرح فرحا شديدا وقال ان ابني هذا سيكون ذو شأن عظيم فحمله ودخل به الي الكعبة.
من الاحداث ايضا عند ولادته اهتز إيوان كسري(قصر كسري) وسقطت اربعة عشر شرفه منه، وانطفأت نار المجوس، وانشقت الارض تحت بحيرة ساوة (بحيرة مقدسة عند الفرس) وغاض الماء فيها، فخاف كسري ونادي الكهان فاخبره احدهم ان هذه الاحداث بسبب ولادة نبي.
وهذه كانت من علامات مولده صلي الله عليه وسلم.

 مرضعته ونشآته صلي الله عليه وسلم :

كانت هناك عادة عند اهل قريش انهم يرسلون ابنائهم الرضع الي الاعراب في الصحراء حتي يتعلموا اللغة العربية الفصيحة لانه في مكة يأتي الحجاج كل عام فيخافون ان يتأثر ابنائهم بلغة بعض الوافدين السيئة، ولان الصحراء لم يكن بها امراض فكانو يتربون في احسن صحة، وكذلك حتي يتعودا علي حياة الخشونة والقوة، وكان الاعراب يفعلون ذلك طلبا للرزق.
جاءت مرضعات بني سعد من بينهم حليمة السعدية و معها زوجها الحارث 
وكانوا في فقر شديد وكان لديها طفل رضيع ومن شدة فقرها وجوعها لم يكن لديها حليب حتي لابنها، وكانت تركب علي اتان من شدة ضعفها وبطئها كانت تؤخر الركب، فلما وصلوا مكة اخذت امنة تعرض ابنها عليهم فلما يعرفوا انه يتيم يرفضوا فرفضته جميع المراضع عليه الصلاة والسلام، حليمة لم تجد رضيع فجلست مع زوجها فقال لها انرجع دون رضيع وقد اخذت جميع مرضعات بني سعد رضع هلا رجعتي واخذتي ذلك اليتيم علنا نأخذ من بركته، فأخذت حليمة محمد صلي الله عليه وسلم.
بدأت البركات تظهر علي حليمة فعند العودة من مكة تغير حال الاتان التي تركبها فأصبحت تسبق الركب حتي استغربوا وسألوها اهي نفس الاتان فقالت نعم فقالوا والله ان لها شأن عجيب، ثم ادرت حليمة الحليب فكانت ترضع ابنها وترضع محمد عليه الصلاة والسلام وتشبعهم، وعند العودة الي ديار بني سعد كانت عند حليمة ناقة عجوزة وضعيفة فأخذت تسمن وتدر الحليب، ثم ان اغنامها بدأت تسمن وتتكاثر بشدة دون باقي اغنام بني سعد.
واستمر الامر الي ان كبر النبي صلي الله عليه وسلم سنتين، تقول حليمة عنه: انه شب كما لا يشب الصبيان، وحسن نطقه. وفي احد الايام جاء اخوه صلي الله عليه وسلم فزع الي امه وابوه وقال ان اخي القرشي خائف فقالا ما به فقال جاءه رجلان يلبسان الابيض من الثياب فصرعاه ففزعا فزعا شديدا وركضوا اليه حتي اذا جاءوه فوجدوه عليه الصلاة والسلام متغير الوجه وخائف خوفا شديدا فقالوا ماذا حدث لك فقال جائني رجلان يلبسان الابيض من الثياب فصرعاني ثم شقوا صدري واخرجوا قلبي، يقول عليه الصلاة والسلام 《جاءني ملكان فشقا صدري واخرجا قلبي فغسلاه في اناء من ذهب مملؤ بماء زمزم واخرجا منه علقة سوادء فرمياها، وقالا هذا حظ الشيطان منك، وملأ قلبي حكمة ثم ارجعا قلبي لمكانه وصدا صدري واخاطوه》
 فخافت حليمة خوفا شديدا وقالت لزوجها لعلهما من الجن، فخافا ان يحدث له شي ، فأرجعوه عليه الصلاة والسلام الي مكة.
فلما بلغ صلي الله عليه وسلم ست سنين توفيت والدته امنه بنت وهب وتولي جده عبد المطلب رعايته.

حفظه وادبه صلي الله عليه وسلم من الشر والمعاصي :

فلم يسجد عليه الصلاة والسلام لصنم قط، بل حفظه الله تعالي من الاشياء التي كان اهل مكة متعودين عليها وفيها خدش لمكانتة صلي الله عليه وسلم، من ذلك انه ماحضر فجورا قط وما حضر رقص قط، نذكر من ذلك انه كان صلي الله عليه وسلم خارج مكة مع صاحب له يرعون الغنم فسمعا صوت عرس وهو لم يشاهد عرس في حياته فقال لصاحبة انا ما رأيت عرس  ترعي لي غنمي فأذهب واري العرس فقال له نعم، فذهب عليه الصلاة والسلام ولما وصل لمكان يراي منه العرس جلس فنعس ونام ولم يوقظه الا حر الشمس، وفي اليوم التالي كان هناك عرس ايضا فذهب عليه الصلاة والسلام فلما وصل اصابه النعاس ايضا فنام فلم يحضر عرس به فجور، من ذلك ايضا ان اهل مكة كان لديهم التعري امر طبيعي بسبب الحج الذي يطوف به الناس عرايا و كذلك كانوا يتعروا عندما يقومون بعمل شاق لانه اسهل للعمل، كان النبي صلي الله عليه وسلم مع اصحاب له يعملون في نقل الحجارة وكانوا قد تعروا جميعا فوضعوا ثيابهم فوق كتفهم ليضعوا الحجارة عليها وكان عليه الصلاة والسلام يضع الحجارة علي كتفه الشريف فمر عليه احد اعمامه وقال له يا ابن اخي ضع ازارك علي كتفتك ليقي كتفك من الحجارة فلما اراد عليه الصلاة والسلام ان يحل ازاره سقط مغشيا واغمي عليه فما سار عريانا ابدا.
عندما كان صغيرا صلي الله عليه وسلم كان في بيت عمه ابي طالب وكان عمه فقيرا وكثير العيال والطعام قليل فكان الاولاد عندما يأتي الطعام يهجمون عليه من شدة جوعهم وقلته وكان عليه الصلاة والسلام من آدبه لا يهجم معهم علي الطعام قط، فلاحظ عمه ذلك فأمر ان يخرجوا حصة لمحمد وحده عندما يعدون الطعام، ومن صفاته الصدق فلم يكذب في حياته ابدا حتي وهو صغير.
اشترك عليه الصلاة والسلام في هذه الاثناء في حرب الفجار(هي الحرب التي تحدث في الاشهر الحرم، فلا يجوز الهجوم في هذه الاشهر، لكن يجوز لك الدفاع اذا اعتدي عليك) فقبيلة هوازن هجمت علي قريش فحق لقريش الدفاع عن مكة فكان يقول صلي الله عليه وسلم《 كنت انبل لاعمامي يوم الفجار》 فراي القتال بعينه وتعلم كيف يحدث القتال وتعلم فنون الحرب، كما انه عليه الصلاة والسلام شارك في حلف الفضول ( حلف في مكة لنصرة المظلومين في مكة من اهلها او زوارها  ورد الحقوق لاصحابها) فكان صلي الله عليه وسلم لا يشارك معهم الا في امور الخير والاخلاق الكريمة حتي عرف عند اهل مكة بالصادق الامين.

تعليقات